"وينفلت من بين إيدينا الزمان.. كأنه سَحبة قوس فى أوتار كمان".. كتب شاعر العامية الراحل سيد حجاب هذه الكلمات الرائعة فى سنة 1994، لتُقدم فى تتر واحد من أهم الأعمال الدرامية المصرية خلال تاريخها وهو "أرابيسك" الذى كتبه أسامة أنور عكاشة، وأخرجه جمال عبد الحميد، ولعب بطولته الفنان الكبير صلاح السعدنى.
لم يبتعد الكاتب أسامة أنور عكاشة فى هذا العمل عن أفكار التى طالما آمن بها، وتخيلاته عن مصر التى حلم بها، ليستمر فى رحلته الفكرية فى البحث عن "هوية مصر" الأصلية، عبر شخصية "حسن النعمانى" الصنايعى العبقرى فى النجارة والأرابيسك صاحب اليد التى "تتلف فى حرير" وصاحب ورشة ورثها عن والده ولكن كادت أن تضيع بسبب استهتاره وميله لأصحاب السوء، وجلسات "المزاج"
تدور أحدث المسلسل فى منطقة من مناطق مصر القديمة، والتى كان التركيز بها، على الجو الشعبى الجميل وحالة الألفة اللى بين الناس وبعضيها البعض، وأيضا فى أجواء يحيطها عبق التاريخ ورائحة التراث، بشكل متعمد من صناع العمل.
العمل حاول التركيز فى أكثر من قضية وهو الأسلوب الخاص والمميز للكاتب أسامة أنور عكاشة، فرصد ظواهر مثل بداية الارهاب فى مصر والتطرف والخلل الحضارى والمجتمع فى بناء المجتمع المصرى، ووضع العالم المصرى وموقف أعداء الوطن منه.