روى الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، فى الحلقة الـ19 من برنامجه الإذاعى "ولا يوم من أيامه"، اليوم الإثنين، قصة أشهر مصور صحفى فى تاريخ الصحافة المصرية مكرم جاد الكريم، الذى قام بتصوير حادث المنصة ولحظة استشهاد الرئيس محمد أنور السادات على يد القتلة، ولم يخف من الموت فى ميدان النار.
استهل رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، حلقة اليوم، قائلاً:"عمرك شفت صورة صحفية تتباع بـ50 ألف دولار فى مصر سنة 81 .. مش بس كدا دى متبعتش مرة بل مرات متعددة.. القصة دى قصة أشهر مصور صحفى فى تاريخ مصر.. وعايز أقول حاجة شخصية.. المصور ده هو اللى خلانى أحلم يوم إنى أكون صحفى وعندى الفرصة دى فى الإنفراد.. الصحفى ده هو المصور العبقرى صاحب الشجاعة الكبيرة مكرم جاد الكريم اللى صور حادث المنصة عند اغتيال الرئيس الشهيد الراحل محمد أنور السادات".
حادث المنصة
وأضاف خالد صلاح: "مكرم جاد الكريم كان موجود مع مجموعة من الصحفيين بيصوروا عادى جداً العرض العسكرى، وكان الصحفيون يتنافسون على اللقطة النوعية.. يعنى السادات بيميل على اللى جنبه ويكلمه.. السادات بيشاور مشاورة هنا ولا هناك.. ودى كانت طبيعة المنافسة بين المصوريين الصحفيين فى هذا العرض السنوى المتكرر.. لكن الحظ قاد مكرم جاد الكريم إلى قرب المنصة فى اللحظة اللى القتلة نزلوا منها من العربية وتوجهوا إلى الرئيس أنور السادات لاغتياله.. ساعتها كل الصحفيين اللى بجوار مكرم جاد الكريم ارتبكوا وجريوا وبعضهم أغمى عليه زى المصور الشهير رشاد القوصى وبعضهم استشهد فى هذا الحادث.. لكن مكرم جاد الكريم مخفش من الرصاص والقتلة المتوجهين إلى المنصة وبدأ فى اصطيادهم بالصورة واحد واحد.. وصور كل الأحداث فى المنصة وكان المصور الوحيد اللى اللتقط هذه الصور بعد كدا وخلى توزيع جريدة الأخبار فى السما السابعة وتكسب مئات الآلاف من الدولارات من وراء هذه الصور بعد بيعها إلى وكالات الأنباء العالمية.. مكرم جاد الكريم التقط فى هذا اليوم 54 صورة لقتلة الرئيس السادات سواء وهما بيتحركوا للمنصة أو بعد تنفيذ هذه الجريمة المؤلمة فى تاريخ مصر".
وختم الكاتب الصحفى خالد صلاح حديثه، قائلاً:" مكرم جاد الكريم بشجاعته مخافش من رصاصات الغدر حتى يكمل مهمته الصحفية حتى النهاية.. وبدون مكرم جاد الكريم مكناش عرفنا أى صورة ولا شفنا أى حدث ولا تذكرنا هذه اللحظات المؤلمة أبدأً.. مكرم جاد الكريم كان مقدر الفزع اللى هيحصل للأمن فى المكان فقام على طول بعد ما صور 54 صورة خد الأفلام وحطها فى الشراب بتاعه لأنه عارف بالتأكيد إنه مش هيطلع من الموضوع كدا.. كان مهمته أن يرجع إلى مؤسسته بالصور.. فخاف أن يتم الاعتداء عليه أو يفقد هذه الأفلام.. فعلا الأمن استوقفه وطلب منه الأفلام اللى صورها فأعطاهم كل الأفلام اللى صورها قبل الحادث وعاد إلى صحيفته ظافراً بهذا الإنفراد العالمى الذى لولاه ما عرفنا ما جرى ولا عرفنا وجوه هؤلاء القتلة فى هذا حادث المؤلم.. هذه الصور انتشرت على مستوى واسع جداً عالميا، وفى كل مرة تنشر فيه الصور يعود الربح على مؤسسة أخبار اليوم التى كانت صاحبة الحق الحصرى فى صور مكرم جاد الكريم وخلد اسم هذا الصحفى كصاحب أهم وأكبر انفرادات فى تاريخ الصحافة المصورة على الإطلاق، إن لم يكن فى تاريخ الصحافة على مستوى العالم فى ذلك التوقيت، لأنه لم يكن هناك صحفى يتمتع بهذه الشجاعة وأن يطارد القتلة فى ميدان النيران بهذا الحجم.. مكرم جاد الكريم خلد مؤسسته وكسبها كتير وخلد لحظة كبيرة فى تاريخ مصر بهذه الشجاعة النادرة.. ولا يوم من أيامك".
برنامج "ولا يوم من أيامه" الإذاعى لخالد صلاح، يتناول المواقف الشخصية والخبطات الصحفية لجنرالات الصحافة بداية من التوأمين على ومصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل ومحمد التابعى وأحمد رجب وموسى صبرى وغيرهم، وكواليس علاقتهم برجال السياسة والفن والثقافة.
ويركز خالد صلاح فى برنامجه الجديد على أهمية الصحافة فى تطور حركة التنوير، ودور كبار الكتاب فى تغيير وتشكيل الوعى العام المصرى فى الجوانب الاجتماعية والثقافية.
ويأتى البرنامج برعاية شركة we للاتصالات، وهايد بارك، ويذاع يوميا فى الثالثة والنصف عصرا.