روى الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، فى الحلقة الـ28 من برنامجه الإذاعى "ولا يوم من أيامه"، اليوم الأربعاء، قصة النضال الذى قام به الصحفى الشاب وقتها مصطفى شردى، عندما أنقذ مصر من جرائم العدوان الثلاثى عام 56 بتصويره الفدائى لعمليات التخريب التى أحدثتها قوات العدوان والدمار على الأراضى المصرية، وبخاصة فى بورسعيد، ومن ثمَّ استخدمتها الرئاسة المصرية لتحريك الرأى العام العالمى لطرد قوات العدوان، وهو ما حدث بالفعل.
فى بداية الحلقة، قال الكاتب الصحفى خالد صلاح: "كل الفضل فى فضح العدوان الثلاثى على مصر سنة 56 يرجع شخص واحد بس.. صحفى شاب وقتها اسمه مصطفى شردى اللى بقى واحد من أهم وأكبر الصحفيين فى مصر سواء عبر أخبار اليوم أو عبر تأسيس التجربة الصحفية الرائدة فى الصحافة الحزبية فى جريدة الوفد مع فؤاد باشا سراج الدين".
وتابع: "مصطفى شردى كان شاب صغيرمهووس بالصحافة والتصوير مؤمن جداً بدور الصورة فى التوثيق ولما حصل العدوان الثلاثى على بورسعيد فى 56 وهو كان واحد من أهل هذا البلد وكان بيكافح مع أهالى البلد ضد العدوان وجد أن الكاميرا سلاح مختلف سلاح يقدر يوثق بيه جرائم العدوان على أرض مصر.. فعلاً قام مصطفى شردى مع كل قوات المقاومة اللى كانت موجودة فى بورسعيد وقتها بتصوير كل عمليات العدوان على الأراض والتخريب اللى حصل من قوات العدوان".
واستكمل رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، قائلاً: "وقدر مصطفى شردى يهرب من بورسعيد وهو معاه هذا الكنز من الصور واستطاع أن يتنكر فى زى صياد لحد ما خرج من بورسعيد ووصل إلى الدلتا ومن بعدها وصل إلى القاهرة وراح طالع على دار أخبار اليوم.. لحظوا أن نموذج أخبار اليوم كانت نموذج مهم جداً وقبلة لكل الصحفيين المولعين بالعمل الإخبارى الصحفى.. راح على أخبار اليوم وسلم الكاميرا بالأفلام وقابل الأستاذ مصطفى أمين وبعد تحميض الفيلم فوجئ الأستاذ مصطفى شردى أن الأستاذ مصطفى أمين بيكلم الرئاسة بشكل مباشر وبيبعت صور ما جرى فى بورسعيد".
وأضاف الكاتب الصحفى خالد صلاح قائلاً: "الرئيس جمال عبد الناصر أول ما شاف الصور أدرك تأثيرها على الرأى العام العالمى، وأدرك أنها سلاح مهم يستطيع من خلاله أن يفضح هذا العدوان على الأراضى المصرية وبالفعل انتشرت الصور على صفحات متكررة من أخبار اليوم لأيام متتالية مش بس كدا اتخدت صور مصطفى شردى وتم طبعاتها وتوزيعها على كل وكالات الأنباء والصحف العالمية لتوثيق جرائم العدوان الثلاثى على مصر وفى بورسعيد بالتحديد وصارت هذه الصور أكبر ورقة تفاوضية فى يد الرئاسة المصرية فى عهد جمال عبد الناصر".
وأكد الكاتب الصحفى قائلاً: "اتخدت صور مصطفى شردى وصارت هذه الصور أكبر ورقة تفاوضية فى يد الرئاسة المصرية فى عهد جمال عبد الناصر، وقدرت هذه الصور أنها تغير الرأى العام العالمى وتحشده ضد العدوان على مصر وتحشده ليطالب بخروج هذا العدوان فوراً من الأراضى المصرية وتفاعلت الصحافة الأمريكية مع هذه الصور وبدأت الإدارة الأمريكية تلعب دور فى الضغط على بلدان العدوان لتخرج من مصر وكان هذا الانتصار السياسيى الكبير اللى حققته مصر كان بفضل شاب صحفى واحد هو الأستاذ مصطفى شردى".
وأوضح الكاتب الصحفى خالد صلاح قائلاً:"شوفوا هذا الفداء الصحفى وشوفوا دور الصحافة كان بيعمل إيه شوفوا هذا التوثيق المصور قدر يغير الرأى العام العالمى وقدر يكون سيف لمصلحة مصر وليس سيفاً على رقبة مصر.. ده الفرق يا جماعة بين عمل صحفى شريف وطنى يستهدف مصلحة فى المقام الأول وما بين أخرى ترتدى قناع مزيف بالوطنية، وهى فى الخفاء تضرب مصلحة مصر فى العمق.. مصطفى شردى نموذج لهؤلاء الصحفيين أنهم يقدموا لبلدهم خدمة كبيرة.. وصار مصطفى شردى بتغطيته لأحداث العدوان الثلاثى واحد من أهم الصحفيين فى أخبار اليوم وصارت الصحافة المصورة هو النموذج اللى بتعمده أخبار اليوم بعد كدا فى كل معاركها الوطنية فى الداخل أو الخارج.
وختم الكاتب الصحفى خالد صلاح حديثه، قائلاً: "مصطفى شردى لم يكتفِ بهذا الإنجاز لكنه غطى عددا آخر من الحروب فى المنطقة فى هذا التوقيت منها حروب فى لبنان وحروب فى سوريا وغيره من المعارك التى كانت مشتعلة فى الشرق الأوسط ثم انتهى به المطاف لتأسيس صحفية الحزبية الكبيرة هذه الصحفية التى قدمت نموذجا للصحافة المعارضة الجادة.. الوفد اللى كان كل المصريين تقريباً حريصين على قراءتها خلال فترة مصطفى شردى.. وكانت بتوزع مئات الآلاف من النسخ لأنها تقدم معارضة جادة ورأيا حقيقيا.. معارضة لا تسفه من الجهد اللى بتعمله البلد علشان تتقدم للأمام.. معارضة تقدم حلول وبتساعد وتكشف المخالفات علشان السلطة تقدر تدخل فى الوقت المناسب.. معارضة للبلد مش على البلد.. مصطفى شردى العظيم بنتعلم منك لحد دلوقتى ولا يوم من أيامك".
برنامج "ولا يوم من أيامه" الإذاعى لخالد صلاح، يتناول المواقف الشخصية والخبطات الصحفية لجنرالات الصحافة بداية من التوأمين على ومصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل ومحمد التابعى وأحمد رجب وموسى صبرى وغيرهم، وكواليس علاقتهم برجال السياسة والفن والثقافة.
ويركز خالد صلاح فى برنامجه الجديد على أهمية الصحافة فى تطور حركة التنوير، ودور كبار الكتاب فى تغيير وتشكيل الوعى العام المصرى فى الجوانب الاجتماعية والثقافية.
ويأتى البرنامج برعاية شركةweللاتصالات، وهايد بارك، ويذاع يوميًا فى الثالثة والنصف عصرًا.