عقدت إدارة المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الـ11 مؤتمرًا صحفيا للوفد السودانى ضيف المهرجان المشارك بعرض "كتمت"، والذى يمثل المسرح القومى السودانى بحضور الدكتور حسن عطية رئيس المهرجان وعدد من الصحفيين والإعلاميين.
فى البداية قال المخرج حاتم محمد على أن المهرجان القومى للمسرح فى دورته الحالية يشهد أول مشاركة بين القومى للمسرح المصرى والسودانى وهو بداية قوية لإعادة العلاقات المصرية السودانية الفنية بشكل عام والمسرحية بشكل خاص.
وأضاف أن عرض "كتمت" الذى يعرض ضمن فعاليات المهرجان يتناول قضايا تهم المجتمع السودانى والمصرى والعربى، فهى قضايا تشبه بعضها، تمثل نفس أوضاع الشباب، ومشاكل الصحة والفساد الإدارى، وساعد فى ذلك وسائل الاعلام التى تكشف كل الأزمات فى جميع دول العالم، ونحن نعلم ما يدور فى العالم حولنا ونتطرق إليه فى مسرحنا.
وأضاف أن المسرح السودانى فى العشرين عامًا الأخيرة تأثر بالعوامل التقنية والاتصالية، وجمهوره أصبح فى تراجع، خاصة بسبب الظرف الاقتصادى المتردى فى العالم الثالث، ما جعل المسرح يتأثر بشكل كبير بعوامل الإنتاج وضعفها، ولذلك نلاحظ تدنى محاولات النهضة فى المسرح، ولكن يحاول المسرحيون إن يظلوا موجودين وصامدين، وبالتالى المسرح دائمًا يعيش فى حالة مقاومة للظروف الحالية، لكن هذا الحال غير مرضٍ ومخيف، وأرى أن هذا الفن لن يفنى ولن يموت مهما كانت الضغوط لأن الجمهور يحب المسرح ويحتاجه، وبالتالى سينهض من جديد ويحافظ على مكانته.
وتحدث المؤلف نصر الدين عبد الله عن تجربة كتمت التى تتناول سخرية لاذعة من الأوضاع الاجتماعية فى مصر والسودان والتى تعرض فى المهرجان، وقال إن العمل يتناول قضية ملحة موجوة فى المجتمع، تعمدت فيه أن أتناول قضايا الشباب فى مرحلة ما بعد التخرج، فى جملة من المشاكل التى يتعرضون لها، يليها أزمة التعيينات فى الخدمة المدنية، وترصد العلاقة بين الذكر والأنثى بشكلها الطبيعى، وأحاول فى كل مرحلة أن أرصد الطريقة التى يجتازوا بها هذه الصعاب، لكن كلما حاولوا أن يجدوا حلاً، يتعرضون للمسألة القانونية بسبب هذه الحلول لذلك سميت العرض بـ"كتمت" أى أنها أغلقت فى وجوههم كل الابواب .
وردًا على سؤال هل يعانى المسرح السودانى من أزمة نص قال نصر الدين عبد الله: بالطبع هناك أزمة نصوص، لكن فى نفس الوقت هناك مجموعة من الشباب يحتاجون فقط إلى الخبرة حتى أننا من الممكن إن نوفر مكتبه غنية ومتماسكة الجوانب من المؤلفين، ولكن الأزمة هنا أن الكتاب يميلون إلى الكتابة للدراما التليفزيونية والسينما وأثبتوا نجاحً فيها فهم متميزون ولهم مدارس متعددة فى الكتابة، لكنهم لا يهتمون بالكتابة للمسرح.
وعن ظاهرة المخرج المؤلف وصفها الممثل السودانى محمد صالحين أن هذه الظاهرة أصبحت كثيرة ومنتشرة خاصة مع الشباب الذين يشاركون فى المهرجانات، ولكن هذا يؤثر على دور الكاتب المسرحى بشكل كبير فبسبب وجود مشكلة فى النص لجأ المخرجين لاستكتاب المؤلفين لنصوص بعينها، وعلق المؤلف نصر الدين عبد الله بأن أغلب هذه التجارب غير ناجحة لأن العين فيها واحدة، وهذا عكس عمل المسرح.
وعن غياب العنصر النسائى عن العروض السودانية قالت الفنانه أمنية فتحى: حاليًا لم تعد هناك أزمة فى المجتمع السودانى لعمل المرأة فى المسرح، فالمجتمع أصبح يتقبلها، وقد يكون الرفض من فئة معينة، لأن البنات أصروا على إثبات وجودهم فى المسرح.
وأضافت الفنانة أمل محجوب أن غياب دور المرأة هو مسئولية المؤلف الذى يكتب نصوصًا للنساء تسمح بوجود أدوار البطولة فى العمل المسرحى، وفى النهاية، يعتبر أداء الممثل هو ما يضعه فى حيز البطولة، وعلق الكاتب نصر الدين عبد الله أن المؤلفين أصبح لديهم سقف عالٍ فى تناول قضايا المرأة، وفى إطار المسرح التنموى ناقشنا الموضوعات المتخصصة للنساء وتناولنا قضايا كثيرة وجريئة، والمسرحيين تعاملوا معه بنوع من المرونة ساعد فى عرض هذه القضايا .
وعن النصوص التى يتم تناولها فى العروض المسرحية السودانية قال المخرج حاتم على إن الجمهور السودانى يفضل النصوص الكوميدية والاستعراضية بشرط إن يكون فيها الحس الإنسانى بصرف النظر عن جنسيتها .
وعن عدم وجود توأمة سودانية مصرية الآن بعدما كانت منتشرة فى الثمانينيات والتسعينيات قال الناقد عز الدين هلالى إن هناك تعاونا مصريا سودانيا ازدهر بشكل كبير فى السبعينيات والثمانينيات، فشارك ممثلون مصريون فى العديد من العروض السودانية، وهناك مجموعة من السودانيين درسوا فى مصر وفى أكاديمية الفنون، وأضاف أن نجاح سعيد حامد فى مصر أيضًا دليل على ذلك، لكن الاستعمار أثر على الفن لدى الشعبين وكان سببًا فى هذا الفصل الفنى والذى نتمنى أن تعود خلال الفترة المقبلة.