بعد سلسلة ناجحة من الأعمال الكوميدية، قرر النجم أحمد حلمى فى العام 2007، أن يغير من جلده تماما، صحيح أنه لم يخرج من نطاق الكوميديا، وأجل هذه الخطوة لسنوات قليلة، ولكنه قدم الفيلم الكوميدى بطريقة جديدة، ونقله فى منطقة أخرى من السينما من خلال فيلم "آسف على الإزعاج" .
قبل هذا العمل قدم أحمد حلمى مجموعة من الأفلام سهلة الهضم، تدخل الضحك والسرور على قلب مشاهدها، وربما أيضا تكون أفلام من هذا النوع الذى يعيش بعض الوقت، ولكن من يتابع أحمد حلمى منذ انطلاقته فى نهاية التسعينيات، يدرك جيدا أنه أمام شاب لا حدود لطموحه الفنى.
بعدما قدم حلمى فيلم "مطب صناعى" 2006، خرج فى فيلم "كده رضا" من عباءة ذلك الشاب الساذج صاحب الدم الخفيف، الذى تعانده الدنيا والظروف كما حدث فى ميدو مشاكل وذكى شان وصايع بحر، يطل حلمى بـ 3 شخصيات دفعة واحدة يختلفون عن بعضهم البعض، يعيشون باسم واحد وهو "رضا"، ولكن كل منهم يمتلك شخصية مستقلة ومختلفة عن الأخر .
وبعيدا عن تفاصيل الفيلم نفسه، وقصته والحدوتة والتى يعرفها الكثيرون بل ويحفظونها، ولكن الجدير هنا بالإشارة، إلى المسار الفنى الذى اتبعه حلمى بعد العام 2007، فلم يكرر نفسه، ولم يعيد "نحت" شخصيات قدمها من قبل استغلالا لنجاحها، ولكنه كان دائم الحرص على "ابتكار" القصة الجديدة، فقدم بعد "كده رضا" أفلام "اسف على الازعاج" وهو فيلم "سيكوباتى" به لمحات كوميدية، ثم "بلبل حيران" وقدم فيه لمحة من فلسفة الحيرة والاختيار، ثم واحد من أفضل أفلام حلمى وهو "عسل اسود" الذى يتوغل داخل تفاصيل المجتمع المصرى التى لا نراها بالعين المحردة، لكن نعيش فيها، ثم كوميديا "اكس لارج" وبعدها واحد من أقل أفلام حلمى وهو "على جثتى" ثم "صنع فى مصر" وبعدها أخر أفلامه "لف ودوران" .