عرضت فضائية "الحياة" اليوم الجمعة، الفيلم الوثائقى "مبنى للمجهول"، الذى تدور أحداثه حول لغز وفاة عالم الجغرافيا الدكتور جمال حمدان، صاحب موسوعة شخصية مصر، الذى توفى فى ظروف غامضة.
وتحدث فى الفليم ، الدكتور السيد الحسينى ، رئيس الجمعية الجغرافية ، أحد تلامذة الدكتور جمال حمدان، مؤكدا أن العالم الراحل ، كان وسيماً جميل المظهر ويعتز بنفسه ولديه ثقة كبيرة فى الذات، والجانب الفنى والحسى عالى جداً، بالإضافة إلى مواهبه فى الرسم وإجادة الخط والموسيقى ، مضيفا أنه حصل على الدكتوراة عام 1953 م، وعمل مدرسا فى قسم الجغرافيا بجامعة القاهرة، وكانت محاضرات حمدان نواة لبعض الكتب بعد ذلك ، مشيرا الى أن العالم الكبير أصدر العديد من الكتب والمؤلفات أشهرها 4 مجلدات عن الشخصية المصرية، ودراسة فى عبقرية المكان، وهى أفضل ما كُتب عن مصر.
وقال الحسينى ، أن جمال حمدان كتب عن اليهود فى أكثر من موقع، ليتتبع اليهود الحاليين الموجودين فى فلسطين، واثبت أنهم ليسوا أحفاد اليهود الحقيقين فى أرض كنعان ، وهو ما اعتبره البعض تجاوزللخطوط الحمراء".
وفى نفس السياق أوضح الأديب يوسف القعيد، أن جمال حمدان كان يصمم أغلفة كتبه، مشيرا الى أنه أجرى حوار معه فى "روز اليوسف" وكان عنوانه "أعدى أعداء إسرائيل يتكلم لأول مرة"، كما تحدث فى الفليم شقيقه اللواء عبد العظيم حمدان الشقيق الأصغر للدكتور جمال حمدان ، عن حدث وفاته الذى يعد لغزا حتى الان ، خاصة وأن حمدان كان أنهى قبل وفاته كتاب عن اليهود والصهيونية، كان سيسلمه للناشر قبل يومين من وفاته .
ووفى سياق متصل، لفت الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى ومؤلف دراسة "جمال حمدان:المحنة - العزلة - العبقرية"، أن "حمدان" كان لديه ما يسمى "جرح من الجسم" وكان معتز بذاته، مردفاً:"عزلته كانت جزءاً من عبقريته، لأنه على الرغم من عزلته كانت مرصداً لرصد كل ما فى الوطن وكان له رؤية تليسكوبية يرى بها الزمان والمكان"، موضحا أن حمدان ، كان لديه رصانة علمية فى الكتابة والبحث.. فهو عالم وأديب"، موضحاً أنه كان يعيش فى غرفة وصالة فى دور أرضى فى منزل بشارع أمين رأفت الديهى، وطالب الدولة أن تخصص له معاش استثنائى.
وتابع محمد بدوى مؤلف كتاب "العبقرى جمال حمدان" وأحد أهالى قريته، أن حمدان أثبت بالدليل القاطع أن اليهود فى إسرائيل ليسو يهود بنى إسرائيل بل أتوا من جزر تترية عند البحر الأسود وسكنوا فلسطين واستولوا عليها" ، مشيرا الى أن قبل وفاته بشهر سكن فوق شقته 2 أجانب، ست وراجل، ولكنهم أختفوا بعد وفاة حمدان .
وعن وفاته، ذكر اللواء مجدى البسيونى الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أن مفتش صحة الجيزة، قال أن وفاة حمدان ، ليست بسبب اختناق من الغاز، أو بسبب الحريق الذى اندلع فى مطبخ شقته فى ليلة الـ 17 من إبريل عام 1993 .
يعتبر الفيلم الوثائقى "مبنى للمجهول"، الذى أنتجته شركة إعلام المصريين هو أول تحقيق تليفزيونى عن وفاة حمدان ، ويعد الفيلم الوثائقى ضمن سلسلة ملفات تحقق فى مجموعة من النهايات الغامضة، التى لم يتم الكشف عن حقيقتها حتى الآن، وقد تم اختيار "مبنى للمجهول" اسماً لهذه السلسلة.