فى الشوارع تجد مواكب الحزن والسعادة، ويخرج الأفراد للاحتجاج أو للاحتفال وقبلها بحثا عن لقمة العيش، خاسرون أو رابحون، ففى الشارع نجد الغنى والفقير، السعيد والحزين، الفنان والعامل وابن البلد والغريب، الحاكم والمحكوم، وللمدن شوارع وللشوارع حكايات ولكل شارع حكاية.
وهل يمكن تصور مدينة قديمة كانت أو حديثة دون شوارع؟، رغم ذلك كثيرون يرون اليوم المدينة عبر أحيائها.
من منا لم يمر بشارع ولم يتبادل معه حكاية، ومن لم يكن شارعه جزء من فضائه وعالمه؟، فعلى طرفى الشوارع يزدهر الاقتصاد وتتكاثر المهن والأصناف، وفى الشوارع انفجرت ثورات ومظاهرات وعزفت مهرجانات واحتفالات، وفى الشوارع تنتقل الشائعات والحكايات، فى الشوارع أعلنت هزائم وهللت انتصارات.
https://www.youtube.com/watch?v=9Ec06AHOxjM
حكاية شارعنا اليوم من العراق، وهو شارع "الرشيد"، عمره 100 عام، وسمى بهذا الاسم نسبة إلى هارون الرشيد، وله أكثر من 7 أسماء أبرزها خليل باشا وهندنبرج، افتتحه العثمانيون فى 23 يوليو فى العام 1916.
اشتهر الشارع بمقاهى الزهاوى، وأم كلثوم، والبرازيلية، ويبدأ الشارع من ساحة الميدان لينتهى عند شارع أبونواس.