استعرض الإعلامى الكبير جورج قرداحى، أبرز إنجازات بطل حلقة الليلة من برنامجه "اسم من مصر"، المذاع عبر قنوات "on e"، و"cbc"، و"الحياة"، مشيراً إلى أن ضيف الليلة وُلد فى العشرين من يونيو عام 1928، وجاء إلى القاهرة من بلدته دسوق بمحافظة كفر الشيخ يحلم أن يشق طريقه فى عالم الفن والغناء وتحقق حلمه ووصل إلى قمة الأغنية الشعبية بجدارة.
وأضاف: "فى بدايته كان يأمل بأن يساعده قريبه الذى كان يعمل مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ولكنه فوجئ بأن قريبه كان يعمل ساعياً فى مكتب عبد الوهاب، ووقتها تمنى الصبى أن يرى مكتب الأستاذ واصطحبه قريبه إلى المكتب ليرى المكان الذى يُولد فيه روائع الطرب العربى".
وتابع: "وبينما كان يتحسس كرسى موسيقار الأجيال وقعت عيناه على ورقة ملقاة بصندوق القمامة، ومد يده إليها وقرأها ووجدها أبياتاً من الشعر، استأذن قريبه أن يأخذ الورقة، فسمح له قائلا: طالما الأستاذ رماها يبقى ورقة مش مهمة خدها، ولم يكن قريبه والشاب يعلمان وقتها أن هذه الورقة ستكون بداية لمسيرة وموهبة فنية فريدة أثرت فى تاريخ الطرب، وأن صاحبها سيصبح صوتاً للفلاحين والعمال".
وأردف: "هذا الصوت الذهبى والموهبة التى تعزف على أوتار القلب حين يشدو باسم محبوبته عدوية، أو يغنى تحت الشجر يا وهيبة، أو يحكى عن مشاعر عرباوى، ويعبر عن مشاعر أولاد البلد من الفلاحين والعمال وأهل بحرى والصعيد، فى مواويله بملحمة أدهم الشرقاوى، هذا الصوت تعلقت به مصر بأسرها"، موضحا أنه قبل أن يأتى من بلدته دسوق إلى القاهرة حفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية وكان يعشق صوت ليلى مراد، وكان يحلم أن يصبح مطربا مشهورا، ووعده أحد أعيان بلدته بأن يلحقه بمعهد الموسيقى ويسهل له مقابلة أم كلثوم، فى حال نجاحه بالانتخابات لأنه كان مرشحا، فنجح ووأوفى بوعده ودعا كوكب الشرق إلى دسوق، ولبت الدعوة، وأثناء الزيارة قدمه لها، وغنى أمامها "تومبيل يا جميل محلاك"، وبعدها أكد النائب ضرورة توجهه للقاهرة للالتحاق بمعهد الموسيقى عام 1948.
واستطرد:"غنّى أيضا أغنية: قولوا لمأذون البلد، ومن الغريب أنه غناها قبل صدور بيان الضباط الأحرار إعلانا عن ثورة الثالث والعشرين من يوليو، وأخبره المسئولون بضرورة مغادرة الإذاعة ولكنه فوجئ بوجود السادات وبرفقته جمال حماد لإلقاء بيان الثورة وسمحوا له بالغناء، بعدها ألّف له الأبنودى: تحت الشجر يا وهيبة، والتى رفض عدد من الملحنين تلحينها حتى وافق عبد العظيم عبد الحق على ذلك وبحث الأبنودى عنه حتى يغنيها، وحققت نجاحا مدويا".
واختتم: "غنى عدوية، وبدأ تعاونا ثلاثيا بينه وبين بليغ حمدى والأبنودى، وقدم مزيدا من الروائع ومنها طاير يا هوى وع الرملة وكعب الغزال، مثل للسينما 6 أفلام، وغنى أغنيات دينية ووطنية وظل يعمل ويغنى حتى وفاته وكان أخر ألبوم له: دامت لمين، وتوفى يوم الإثنين الثانى من مايو عام 2005 عن عمر ناهز السابعة والسبعين، هل هو محمد قنديل، محمد رشدى، عبد الغنى السيد".