تحدث الكاتب الصحفي خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "انفراد"، عن الاختلاف اللغوى بين البخارى ومسلم فى صحيحيهما، وعلاقة ذلك باللغة كضرورة حتمية يجب النظر إليها بدقة، قبل تجديد الخطاب الدينى.
وقال خالد صلاح، خلال برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم "ميجا FM، وهيتس، وشعبى FM، ونغم FM": "الإمام البخارى من بُخارى ويستبعد إن بخارى كانت بتنطق عربى فى القرن الثانى من الهجرة ، خاصة إنها مش بتنطق عربى لحد دلوقتى، والإمام مسلم كان من نيسابور وهى فى أقصى شرق إيران يعنى من بلاد فارس وعاش فيها طول حياته، وطبعا بعض الفقهاء قالوا إن هما الاتنين من أصول عربية، معرفش طلعوها إزاى بس أهلا وسهلا.. قالك الإمام مسلم من أصول عربية وقبيلته عربية هاجروا إلى نيسابور!، يعني قطعوا المسافة من الجزيرة العربية اللى في شمال العراق وراحوا أقصى الشرق ناحية أفغانستان يعني حتة بعيدة جدا، ماشي مفيش مشكلة لكن هل كانا متمكنين من مفردات اللغة!.. أنا لا بعلق على كلام العلماء فى البخارى ومسلم، ولا بعلق على الأحاديث اللى بعضها مختلف عليه، لكن اللى واقف عنده إن العالِمين.. البخارى اتولد مش عربى وكان بينطق لغة مش عربى، والإمام مسلم نفس الحاجات، وسياقات اللغة، يعني دلالات اللغة كانت مختلفة، يعني مثلا معنى الكلمات مش واحد".
وأضاف خالد صلاح: "إحنا حتى الآن لو نطقنا بالشامى، فيه بعض الكلمات بالشامى تبقى شتيمة لو في مصر، وبعض الكلمات المصري تبقى شتيمة لو في تونس، رغم إن إحنا والشوام والتوانسة بنقول نفس العربى، إلا إنه العربى بتاعنا شكله مش زى بعض ودلالاته مش زي بعض، وبعض الحاجات المجاملة اللى عندنا تبقى شتيمة فى تونس، والحاجات المجاملة فى لبنان تبقى شتيمة فى مصر، وأنا قصدى على كتير من المفردات اللغوية اللى بنضحك عليها فى جلساتنا وإحنا بنتكلم عن اللغة، وإذا كان ده بيحصل فى عهد الفضائيات والإنترنت والمباريات الرياضية اللى بنتخانق فيها مع بعض، طيب الراجل اللى في نسيابور كان بينطق عربى زى الراجل اللى فى بخارى والاتنين بينطقوا عربى زى الراجل اللى فى الكوفه، والتلاتة بينطقوا عربى زى الراجل اللى فى المدينة، أو الراجل اللى في عدن أو سبأ أو غيرها فى المدن اليمنية، دا انت اليمن نطقها غير بقية نطق العالم!".
واستكمل: "خدوا بالكم إنه قد يكون إن اللغة ودلالات اللغة اللى كان بيتكلم بيها واحد زي البخارى وواحد زي مسلم مختلفة عن اللغة اللى كان بيتكلم بيها ناس فى المدينة وناس فى الكوفة اللى جمعوا منهم الحديث، وخلوا بالكم من ده إنه ممكن يفتح الباب باللغة لكتير جدا من التأويلات، لأنه فيه حاجات مش بتبقى مفهومة، وفيه حاجات يقولك بيرويها بأكتر من رواية، ويقولك هو يا قال كده! يا قال كده! أو يا رواها كده! يا رواها كده!، وده بيفتح كتير من أبواب التأويلات والريبة والشك وأبواب إعادة النظر في التواريخ اللى اتكتب فيها الكلام ده واللغة اللى اتكتب فيها، لأن اللغة مكنتش شبه بعضها، لاحظوا إن المناطق الشامية كانت بتتكلم آرامي والعرب هما اللى نزحوا باللغة العربية على هناك، ولاحظوا إن المناطق الفارسية لغتها العربية مش زى اللغة العربية السليمة".
وتابع "الأجواء دى كلها فى سنة 200 هجرية، حصل فيها عمليات جمع الأحاديث وحصل فيها الصراع حوالين جمع الأحاديث، لأن أنا النهارده لما أجى أقف وأقول يا ربي.. قضية اللغة قضية كبيرة جدا، وانت عندك فى القرآن الكريم الآية اللى بتقول (تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى) فى بعض الصحابة قالوا مش عاوزين نعرف "ضِيزَى" يعني ايه وما كانوش عارفين المعنى يعني ايه، لكن هو إحساسه بيها إنه كلام من عند ربنا، فإذا كانت بعض كلمات القرآن فى محل عدم معرفة لدى الصحابة، فما بالك بأحاديث قيلت فى المدينة على ألسنة ناس هاجروا من مكة إلى المدينة، عاشوا بين اليمن والشام فى رحلات الشتاء والصيف، نقلوها لناس فى بخارى وسمرقند ونيسابور.. عاوز تقولى اللغة كانت واحدة وإن الفهم كان واحد، لأ.. مش هينفع.. اللغة كان فيها مشكلة، وعلشان كده في معانى وصلتنا مش دقيقة".
واختتم خالد صلاح: "وإذا أردنا تدقيق علم الحديث وأردنا أن نصحح ونقيم ما جرى فى البخاري ومسلم، لازم نبتدى من اللغة، وإلا قولى سبب واحد، هو ليه الإمام مسلم رغم إنه تلميذ الإمام البخاري قرر هو كمان يكتب صحيح اسمه صحيح مسلم، ليه ما اكتفاش بصحيح أستاذه الإمام البخارى وكتب هو صحيح مسلم، إلا إذا كان هو شايف فى حاجة ليها علاقة باللغة أو عملية الجمع اللى قام بيها البخارى فى هذا التوقيت، خدوا بالكم دراسة التاريخ مهمة زي دراسة الفقه، وطريقة فهمنا للدين وتجديده مش هتيجى إلا من بوابة التاريخ واللغة، وهل تصدق إن 2 متربيين فى مناطق مش عربى فاهمين عربى يعني أحسن من العرب؟!".