يبدى البعض تعجبه واستغرابه من تطاول وتدخل الدولة التركية فى الشئون المصرية "عمال على بطال"، لكن بعد البحث والتفحيص وقراءة التاريخ بدا وكأن هذه الدولة والسلطنة تريد إخضاع مصر لهواها ورؤيتها منذ زمن سحيق، هذا ليس كلامًا مطلقًا فى الهواء، بل هى حقائق ووقائع سجلها التاريخ وشهد بها المؤرخون الذين عاصروا احتلال الأتراك للدولة المصرية.
ما فعله "التتار" من أفاعيل بعد سيطرتهم على بلاد المسلمين، فعله الأتراك عندما احتلوا مصر، هكذا وصف الدكتور سلطان الأصْقه الباحث فى تاريخ الخليج والمشرق العربى ومقدم برنامج "العُصْملى" بأحد القنوات الفضائية ما فعله التْرك فى مِصر وأهلها بعد الاحتلال.
وقال "الأصْقه" خلال البرنامج: "أصْدق تصوير يكشف ما فعله التُرك العثمانيون عندما احتلوا مصر، هو التصوير الذى تقرأه لمن عاين الحَدث، وعاصر تلك الواقعة، وهو محمد ابن إياس الحنفى القاهرى فى كتابه "بدائع الزهور فى وقائع الدُهور" حيث وصف الترك عندما احْتلوا مِصر قائلا:"كانوا همجًا لا نظام لهم، ثم يذكر أن الترك العثمانيون نهبوا بيوت المصريين فانطلقت جْمرة نار فى أهل مصر من شدة ما رأوا من التُرك، ثم انطلق الترك يسرقون البغال والأكاديش وجمال السَّقايين وخْطف الغِلمان المُردْ والعبيد السود ودخول بيوت المصريين بحجة التفتيش عن المماليك الشركسية فينهبون ما فيها".
وذكر أن الترك لم يتركوا شيئًا للناس، مضيفًا بأن جنود سليم العثمانى مع دخول، ذهبوا إلى مسجد السيدة نفسية فنهبوا الفَرش وداسوا على قبرها، ونهبوا قناديل المسجد وسرقوا ما فيه من الفضة والشموع، وفعلوا مثل هذا السَلب فى ْمسجد الإمام الشافعى والإمام الليث بن سعد، وخلعوا الرحام والبلاط من القلعة والمدرسة المؤيدية".