فى الشوارع تجد مواكب الحزن والسعادة، ويخرج الأفراد للاحتجاج أو للاحتفال وقبلها بحثا عن لقمة العيش، خاسرون أو رابحون، ففى الشارع نجد الغنى والفقير، السعيد والحزين، الفنان والعامل وابن البلد والغريب، الحاكم والمحكوم، وللمدن شوارع وللشوارع حكايات ولكل شارع حكاية، وهل يمكن تصور مدينة قديمة كانت أو حديثة دون شوارع؟ رغم ذلك كثيرون يرون اليوم المدينة عبر أحيائها.
من منا لم يمر بشارع ولم يتبادل معه حكاية، ومن لم يكن شارعه جزءا من فضائه وعالمه؟ فعلى طرفى الشوارع يزدهر الاقتصاد وتتكاثر المهن والأصناف، وفى الشوارع انفجرت ثورات ومظاهرات وعزفت مهرجانات واحتفالات، وفى الشوارع تنتقل الشائعات والحكايات، فى الشوارع أعلنت هزائم وهللت انتصارات.
حكاية شارعنا اليوم وفق تقرير "العربية"، هو شارع "العشار" فى العراق، سمى بهذا الاسم نسبة لرسم جمركى نسبته "العشر" فرضه العثمانيون على السفن والتجار، ويعد شريان محافظة البصرة، ويقع على ضفاف شط العرب، ويعد تمثال الشاعر بدر شاكر السيّاب أبرز معالمه.
ويعد شارع "العشار" مركزا تجاريًا للبصرة منذ الدولة العثمانية وحتى اليوم، وأنير الشارع بالمصابيح الكهربائية فى العام 1931، ويقول عنه بعض المؤرخون أنه مدينة "سومرية".