فى الشوارع تجد مواكب الحزن والسعادة، ويخرج الأفراد للاحتجاج أو الاحتفال، وقبلها بحثا عن لقمة العيش، خاسرون كانوا أو رابحين، فى الشارع نجد الغنى والفقير، السعيد والحزين، الفنان والعامل وابن البلد والغريب. وللمدن شوارع وللشوارع حكايات ولكل شارع حكاية، وهل يمكن تصور مدينة قديمة كانت أو حديثة دون شوارع؟ رغم ذلك يرى كثيرون اليوم المدينة عبر أحيائها.
من منا لم يمر بشارع ولم يتبادل معه حكاية، ومن منا لم يكن شارعه جزءا من فضائه وعالمه؟ فعلى أطراف الشوارع يزدهر الاقتصاد وتتكاثر المهن والصناعات، وفى الشوارع انفجرت ثورات ومظاهرات، واندلعت مهرجانات واحتفالات، وفيها تنتقل الشائعات والحكايات، فى الشوارع أُعلنت هزائم وتألقت انتصارات.
حكاية شارعنا اليوم، وفق تقرير "العربية"، عن شارع "الجمهورية" فى القاهرة، وكان اسمه شارع إبراهيم باشا. هو أحد أبرز شوارع القاهرة وأكثرها حيوية، سُمّى بـ"الجمهورية" بعد ثورة 23 يوليو 1952. يقع فى حى الموسكى، بين ميدان عابدين وميدان رمسيس مرورا بميدان الأوبرا، ويُعدّ قصر عابدين ومسرح الجمهورية وتمثال إبراهيم باشا من أبرز معالمه، والأخير هو الوحيد الذى أبقت عليه الثورة، إذ يُعدّ أحد مؤسسى الجيش المصرى.