فى الشوارع تجد مواكب الحزن والسعادة، ويخرج الأفراد للاحتجاج أو الاحتفال، وقبلها بحثا عن لقمة العيش، خاسرون كانوا أو رابحون، فى الشارع نجد الغنى والفقير، السعيد والحزين، الفنان والعامل وابن البلد والغريب، وللمدن شوارع وللشوارع حكايات ولكل شارع حكاية، وهل يمكن تصور مدينة قديمة كانت أو حديثة دون شوارع؟ رغم ذلك يرى كثيرون اليوم المدينة عبر أحيائها.
من منا لم يمر بشارع ولم يتبادل معه حكاية، ومن منا لم يكن شارعه جزءا من فضائه وعالمه؟ فعلى أطراف الشوارع يزدهر الاقتصاد وتتكاثر المهن والصناعات، وفى الشوارع انفجرت ثورات ومظاهرات، واندلعت مهرجانات واحتفالات، وفيها تنتقل الشائعات والحكايات، فى الشوارع أُعلنت هزائم وتألقت انتصارات.
حكاية شارعنا اليوم، وفق تقرير "العربية"، عن شارع المتنبى طوله أقل من كيلومتر إلا أن شهرته تتجاوز حدود العراق، على يمينه نهر دجلة وعلى شماله شارع الرشيد، وبنى شارع المتبنى فى العصر العباسى فى القرن الحادى عشر، ويقف بينه وبين دجلة تمثال الشاعر العباسى "أبو الطيب المتنبى"، المتنبى مزار أسبوعى للكتاب وأكبر مكتبة عراقية فى المساء المفتوحة.