أكد البابا السابق بنديكت السادس عشر، معارضته مقترحات تتيح للكهنة الزواج، وذلك في كتاب شارك في تأليفه حول أزمة التحرش الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية، مشدداً على وجوب استمرار دور الكاهن باعتباره "عريس للكنيسة"، حسبما ذكرت يورو نيوز.
وكانت الكنيسة الكاثوليكية تلّقت الكثير من الدعوات المطالبة بالسماح للقساوسة بالزواج، وذلك إثر انكشاف حالات تحرش جنسي يقوم بها قساوسة الكنيسة المذكورة في أماكن متفرقة من العالم، علماً أن حظر زواج القساوسة كان تم فرضه منذ عدة قرون.
والكتاب الذي ألفه البابا الشرفي بنديكت بالمشاركة مع رئيس مكتب القداس في الفاتيكان الكاردينال روبرت ساره، سيصدر في فرنسا منتصف شهر فبراير القادم. حاملاً عنوان: "من أعماق قلوبنا: الكهنوت، العزوبية وأزمة الكنيسة الكاثوليكية"، وجاء فيه إن "الكهنوت يمر بفترة مظلمة"، على حد تعبيره.
وكان مجمع الأساقفة في الفاتيكان وافق في شهر أكتوبر الماضي على ترسيم رجال متزوجين في حالات استثنائية، ووجد العديد من القساوسة الكبار أن التوجّه الجديد للفاتيكان من المحتمل أن يشرّع الأبواب أمام إنهاء شرط عزوبية الكهنة.
يذكر أن البابا السابق بنديكت ألقى باللوم في فضيحة الانتهاكات الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية على تأثير الثورة الجنسية في ستينيات القرن الماضي وانهيار الأخلاق بوجه عام، وفي مقال نادر نُشر في شهر أبريل الماضي، أبدى البابا البالغ من العمر 92 عاما أسفه لأن بعض المعاهد الدينية الكاثوليكية تتبنى المثلية علنا ومن ثم فشلت في تدريب القساوسة على النحو اللائق.
وكان البابا فرانسيس، أعلن منتصف شهر ديسمبر الماضيب عن تغييرات جذرية في طريقة تعامل الكنيسة الكاثوليكية مع قضايا الانتهاكات الجنسية بحق القاصرين، مؤكداً رفع السرية عن هذه القضايا، وكذلك المحاكمات والأحكام الصادرة في هذا الصدد، لكنه أبقى على حد أدنى من السرية
يذكر أن الكنيسة الكاثوليكية تعرّضت لهزات عنيفة خلال العشرين عاماً السابقة جرّاء فضائح نجمت عن انتهاكات جنسية بحق قاصرين ارتكبها كهنة أو رجال دين، بتغطية من رؤسائهم في دول عدة خصوصا في الولايات المتحدة وتشيلي وألمانيا.