نشبت مشادة كلامية بين الكاتب والمفكر عادل نعمان، والدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر حول مسألة فقهية تدرس بالأزهر الشريف، خلال لقائهما ببرنامج "كل يوم"، المذاع على فضائية "ON E"، مع خالد أبو بكر، حول كيفية تحقيق دعوات تجديد الخطاب الدينى ومواجهة الفكر المتطرف.
وقال الكاتب والمفكر عادل نعمان، أنه لم يتم تجديد شىء فى الخطاب الدينى "قيد أنملة"، موضحاً أنه إذا كان تم إنتاج كتاب عن المواطنة، فإن داخل أروقة الأزهر والتعليم الثانوى ما يتناقض ويتعارض مع هذا الكلام.
ولفت، إلى أنه فى الفقه الشافعى الذى يتم تدريسه فى الصف الثالث الثانوى، فإن شروط وجوب القصاص فى ألا يكون المقتول أنقص من القاتل بكفر، أو هدر دم، تحقيقاً لمبدأ المكافأة المشروطة، وإذا قتل المسلم كافراً وإذا قتل المعصوم بالإسلام زانياً محصناً فلا قصاص عليه لأنه أنقص من القاتل بكفر.
وتابع: "يتناقض تناقضاً شديداً عما يدور فى المؤتمرات وعلى المنابر والاجتماعات العامة، وما يتم تدريسه للطالب فى الثانوية الأزهرية شىء مختلف تماماً، بحيث أن الطالب الصغير عندما يدرس هذا بأنه فقه، هذا أصبح غير معمول به لأنه يتعارض مع القانون الوضعى والدولى والمواطنة، وخلافنا بأن ما يقال شىء والتفريخ داخل المعمل شىء أخر".
وذكر أنه عندما طلب الرئيس من الأزهر الشريف ورجال الدين فى مصر إثبات الطلاق الشفوى عند المأذون، متسائلاً: "هل هذه القضية تستحق الرفض فى حين أن هناك من الأئمة والمشايخ والعلماء أجاز ذلك، حتى الشيخ الألبانى نفسه؟".
ورد الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر، قائلاً: "الذى يتحدث بشىء يضعه أمامنا ولكن ميكتبش ورقنا سمعناها، ولو أخرج هذا من الآن أنا سأتنازل عن الأزهر من الآن ولا أقول أنا أزهرى"، مردفاً: "فى أى كتاب وأى صفحة قرأ هذا الكلام، حيث هذا الكلام تتناقله القوافل التى تحاول أن تنسب للأزهر ما ليس فيه".
وأضاف أن ضيوف مصر فى مؤتمر الأزهر العالمى لتجديد الفكر الإسلامى، شهدوا الأمن العام فى مصر، بالإضافة إلى الأمن الفكرى، موضحاً أن الأزهر بدأ فى تجديد الخطاب الدينى منذ أول كلمة أطلقها الرئيس عندما أقام عام 2014 مؤتمر الإرهاب، وهو أول مؤتمر فى العالم الإسلامى، وأخرج تقارير، وجاءت 33 دولة أنتجوا كتاب :"الأزهر فى مواجهة المفاهيم المغلوطة"، وعدة كتب وكتيبات ومقالات فى الصحف والمجالات، من واقع دراسى ومناهج تعليم.
وذكر أن كتاب "الثقافة الإسلامية" فيه كبريات القضايا التى يعانى منها الشباب مثل الجهاد والحاكمية والخلافة والمواطنة، بالإضافة إلى أنه فى 2016 تم إطلاق مؤتمر عن المواطنة، موضحاً أن الأزهر ليس جهة إلزام ولكنها جهة بيان.
من ناحيته قال الدكتور محمد يونس مؤلف كتاب "تجديد الخطاب الإسلامى"، إن مسألة الخطاب الدينى معقدة ومتشابكة، والأزهر وضع المسار الصحيح لتجديد الخطاب الدينى فى مؤتمر اليوم، لأنه لا يمكن تجديد الخطاب الدينى بدون تجديد الفكر الدينى الإسلامى، لافتاً إلى أن الخطاب الدينى هو آليات نقل الفكر الإسلامى للناس.
وأوضح مؤلف كتاب "تجديد الخطاب الإسلامى"، أنه يجب أن نضع فى اعتبارنا تطورات العالم ومنهج التجديد، مؤكداً أن تجديد الخطاب الدينى ليس عملا فرديا.
وأكد أن اليوم فى مؤتمر الأزهر، بداية حقيقية فعلية محترمة لتجديد الخطاب الدينى، لأن كل ما تم مقولات إنشائية، وقبل ذلك كان هناك اجتهادات ومحاولات.