قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الفتوى موهبة من الله، ولذلك جاءت آيات كثيرة منسوبة إلى الله، ومنها قوله تعالى: "يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ"، وكان الصحابة حينما يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام، كان ينزل الوحى مبينا للحكم.
وأوضحت خلال لقائها ببرنامج "رأى عام"، على فضائية "TEN"، مع الإعلامى عمرو عبد الحميد، أن ابن القيم، قال إن الفتوى إعلام من الله، فيجب أن يحرص الإنسان قبل أن تصدر منه الفتوى، لافتة إلى أى أن الله لم يجعل الفتوى فرض عين على أحد، ولكن جعله فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وهؤلاء البعض بينهم الله في سورة التوبة، في قوله تعالى:"وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ".
وأشارت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن هؤلاء البعض لا بد أن يتوفر فيهم شروط للفتوى، أولها العلم بلفظى القرآن الكريم، لان هناك ألفاظ في القرآن الكريم تطلق ويراد بها أكثر من معنى، ولا بد أن يكون ملما باللغة العربية ثم القواعد الفقهية والأصولية ثم العلم بالناسخ والمنسوخ، ثم العلم بالسنة النبوية ودرجة ثبوتها.
وأوضحت أن أبو حنيفة لكى يتوفر فيه شروط الفتوى، تفرغ عن عمله الدنيوى تماماً، وكذلك الأئمة الآخرين، مردفة: "دلوقتى بنشوف أصبحت الفتوى تجارة المقصود منها التكسب، وبكل أسف".
وتابعت: "لدى تحفظ على بعض الأئمة في بعض الأرياف، ما زالوا متأثرين في فتواهم بالأحكام السلفية، مثل موضوع الختان، على الرغم من حملة التوعية التي تقوم بها الدولة، لكن للآسف عندهم اقتناع بأن هذا شرعى، استنادا لحديث ضعيف، وكذلك عملية انتشار الفتيات الصغيرة تحت إشراف البعض، وأطلب زيادة المتابعة، في المساجد وخصوصاً الزوايا التي هي منبع كل الفتاوى غير الصحيحة والتكفيرية، وبعض أئمتها أباحوا دمى، لأنى كنت ضد النقاب".