قال الدكتور سعد الدين الهلالي، إن وظيفة الفقيه الحقيقة هى استثارة العقول لكي تبتكر ولا تنام، والفقهاء السابقون كانوا يسعون إلى ذلك الهدف، دون أن يفرضوا آراءهم على من حولهم، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن نعيش اليوم بثقافة أمس، وإلا سيكون خسارة الوقت الجديد والحياة الجديدة التي نعيشها، وهؤلاء الفقهاء أقاموا مدارس خالدة في الفقه، والدين الإسلامي نفسه كان يسعى لتحقيق رحمة الاختلاف.
وأضاف الدكتور سعد الدين الهلالي، خلال برنامج "كن أنت" الذي يذاع على القناة الأولى المصرية، أنا فهم نصوص الدين أمر يتطلب التجديد من وقت لوقت أخر، وكان تفكير الفقهاء أن يكون هناك إضافة في الفهم عن الوقت الذي سبق، ولا يوجد فقيه أن يقول إنه يعلم من الله ما لا تعلمون، هذه تسمى كهانة، ولا يوجد كهانة في الإسلام، والفقيه الحق يتحدث كبشر، والفقيه الحق هو من يعطي أكثر من رأي في المسألة الواحدة.
وأوضح الدكتور سعد الدين الهلالي، أن الفقيه الكبير يوافق على أن يخالفه تلميذه، ولا يفرض حكمه على تلميذه، ولا يمكن أن ينفرد الفقيه الذي يعتنق مذهبا معينا بالرأي، ولابد أن يكون الرأي رأي الجماعة وبالتصويت والاتفاق، مشيرا إلى أن الإمام أبو حنيفة اختلف مع نفسه ومع أراءه وليس مع أراء غيره، موضحا أن الرأي الديني في حكم "المفقود" له 8 أراء في المذهب الحنفي، وقد اختلف معه بعض تلاميذه وهو أمر مقبول دينيا ولم يتضرر منه الإمام نفسه.