تتزايد تحركات رئيس وزراء تركيا الأسبق، أحمد داوود أوغلو رئيس حزب المستقبل التركى المعارض، ضد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، منذ أن انشق داوود أوغلو عن الجماعة السياسية، في مايو 2016، وكان انشقاقا مدويا وأحدث صدعا كبيرا، في صفوف حزب العدالة والتنمية التركى الحاكم، ووفقا لشبكة سكاى نيوز الإخبارية، فإن أردوغان وداوود أوغلو، ربطتهما علاقات ودية للغاية، شملت البعد الشخصي والعائلي لسنوات طويلة، لكن الرئيس التركي أراد سلطة تنفيذية برأس واحدة، تجنبا للنزاع وسعيا للوحدة والقوة، فيما سعى داوود أوغلو لأن يكون رئيس حكومة قوي بغية لأداء أفضل للجهاز التنفيذي، فنشب الخلاف بينهما في ملفات عدة في سياق تنازع صلاحية اتخاذ القرار ومرجعيته.
رئيس الوزراء السابق ظهر في مناسبات عدة وهاجم فيها الرئيس الحالي وسياساته، بما وصفه، بمحاولة ترسيخ الدولة الاستبدادية، وتعهد بعودة البلاد للديمقراطية البرلمانية وتوسيع قاعدة الحقوق والحريات وأعرب عن عزمه التنسيق مع كافة أحزاب المعارضة التركية وعقد تحالفات متوازنة معها، لإنقاذ البلاد.
وتابع رئيس وزراء تركيا الأسبق، رئيس حزب المستقبل التركى المعارض: "نحن نتواصل مع كل الأحزاب ونناقش كل المواضيع، وعندما يتعلق الأمر بأمتنا وسعادة شعبنا فإننا مستعدون للتحالف مع جميع الأحزاب وليس مع حزب واحد فقط، وتركيا لا يمكنها تحمّل السياسة التي تخلق جدرانا بين الأحزاب السياسية".
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجعا واضحا في شعبية حزب العدالة والتنمية، مما جعل قياداته تخطط للدفع مع حلفائهم القوميين لاتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤثر على طريقة خوض المجموعات السياسية للانتخابات، ويمكن أن تقف حجر عثرة أمام مشاركة أحزاب المعارضة الجديدة في أي انتخابات مبكرة ومن شأن الإجراءات أن تخفض الحد الأدنى من الأصوات اللازمة لدخول الأحزاب البرلمان إلى 5 % بدلا من 10 % لكن الأهم بالنسبة للأحزاب الجديدة أنها ستمنع عمليات النقل التكتيكية بين الأحزاب كتلك التي حدثت عام 2018، وتعتقد مصادر أن تقدم الحكومة التعديلات إلى البرلمان الشهر الجاري.
وتشمل الانتقادات التي تشنها المعارضة على أردوغان وحزبه المسائل السياسية، خاصة ما يتعلق بتعامل الرئيس التركي مع خصومه ومنتقديه، والرد عليهم من خلال توظيف نظرية المؤامرة وتلفيق تهمة الانقلاب ورفض داوود أوغلو ذلك قائلا: يحاولون جعل تركيا دولة أقزام عبر إشاعة مناخ الخوف في أوساط الشعب وتحويل السلطة الحاكمة إلى شركة دعاية.