قال الدكتور سعد الدين الهلالي، إنه لابد من تفسير النصوص الدينية وفقا لطبيعة المجتمع الذي يحيا فيه الناس، وكان الصحابي وخليفة المسلمين عمرو بن الخطاب، يقوم بالحكم بين الناس وفقا لطبيعة المجتمع بعدما توسعت أراضي المسلمين وتوسع حكمهم في البلاد، مشيرا إلى أن الصحابي الجليل كان يرى أن المرتد لا يكره، عاملا بالآية القرآنية "لا إكراه في الدين"، بينما القتال يمكن عندما يكره المسلم على ترك دينه، مشيرا إلى أنه يجوز تعطيل النص الديني من أجل تعظيم الرقي الحضاري.
وأضاف الدكتور سعد الهلالي، خلال برنامج "كن أنت" الذي يذاع على القناة الأولى المصرية، أنه في حالة الحرب، عند خروج أحدهم عن الجيش وتغيير دينه، فلابد من قتاله لسبيين، السبب الأول هو تغيير دينه، والسبب الثاني هو خيانة وطنه والوقوف أمام مصالح المواطنين، مثلما فعل الإرهابي هشام عشماوي، الذي غير أيدولوجيته وخان وطنه وجيشه وخرج عليهم بالقتل والإرهاب.
وأوضح الدكتور سعد الهلالي، أن الدين الإسلامي أعطانا الحق بالتوقف عن النصوص الدينية من أجل إقامة الحضارة، موضحا أن الآيات القرآنية التي تضم نصوصا متعلقة بملك اليمين والرق، قد تم التوقف عنها، تماشيا مع المجتمع والوضع الاجتماعي والحضاري الذي يعيشه المجتمع، بالإضافة إلى التوقف عن النصوص التي لم يفهمها الإنسان، مثل الأحرف التي تبدأ بها بعض السور القرأنية.
وقال "الهلالي"، إنه عندما ظهر الطاعون في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب، توقف أمير المؤمنين عن تنفيذ حد السرقة في كافة أراضي المسلمين في هذا الوقت، وهنا عطل النص الديني بسبب الضرورة، لذلك لا نجد أي شخص اتهم عمر بن الخطاب أنه خرج عن الدين، لأن ما فعله تماشى مع الوضع الاجتماعي وقتها.
كما أن الخليفة عمر بن الخطاب، رفض تقسيم الأراضي على الفاتحين، وقال حينها إنه بذلك يتم ظلم الأجيال القادمة لأن الأرض قسمت على عدد قليل من الناس ومن حقهم توارثها، وأمر أن تعاد الأرض ملك الدولة، مشيرا إلى أن هناك مذاهب دينية رفضت ما أقره الخليفة العادل.