قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن عبد الرحمن بن القاسم لازم الإمام مالك ولم يفارقه 20 عاما، حتى صار عالما فيما بعد، وتابع خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «نظرة» المذاع على قناة صدى البلد، أن ملازمة العلماء جزءًا من تكوين الشخصية العلمية، مشيرا إلى أن مدرسة التدين الرشيدة المصرية يقف وراءها جيل كبير من الشيوخ بداية من دخول الصحابة مصر مع عمرو بمن العاص.
وأكد المفتى، أن سيدنا عمرو بن العاص استوعب المصريين ولم يقص أحدًا، ولم يكره أحدًا على الدخول في الدين وتعايش مع المصريين ولم يخاصم أحد، مشيرا إلى أن المسيحيين رحبوا بدخول عمرو بن العاص لمصر.
وقال شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن لفظ الخوارج الذي كثر إطلاقه على الإخوان هو مصطلح قديم منذ أيام سيدنا علي كرم الله وجهه، عندما خرجت عليه مجموعة ترى رؤية معينة وهي الحكم لله ورفعوا المصاحف على أسنة الرماح وحدث التحكيم بينهم.
وتابع أن كل من يتبنى مثل الأفكار التي كانت عند هؤلاء ويتخذ الدين وسيلة للوصول لأغراض سياسية فينطبق عليهم خوارج العصر لأنهم لم يختلفوا عن الخوارج في عهد سيدنا علي.
وأكد أن النبي أخبر عن وجود الجماعات الإرهابية الخارجة في آخر الزمان وقال عنهم «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فطوبى لمن قتلهم وقتلوه».
وأشار الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إلى أن هذه الوصائف تنطبق على التنظيمات التي خرجت من رحم الإخوان.
وأردف أن هناك وطنا في الإسلام ويوجد حب لهذا الوطن ولا يوجد فصل بين الإيمان وعشق البلد والدفاع عنه، وأن حب الأوطان من الإيمان ولا يتعارض مع التدين.
وقال شوقي علام، إن التدين أحد مظاهر فهم الدين، وهو من الضروريات لفهم النص الشرعي، مضيفا أن الفهم السقيم للنص الشرعي المعتمد على القشور يجعل التدين معيبًا.
وأشار إلى أن الفهم الرشيد للنص الشرعي يكون التدين رشيد، مؤكدا أن التدين المصري وصل لأعماق القلوب.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن هناك ملامح للتدين المصري بداية من الجوهر، وأن المصريين يقفون عند الأعمال النابعة عن تفاعل القلب مع النص الشرعي، ولا يحبذون الشكليات والمظاهر.
وأوضح أن هناك عدة إجراءات يمكن اتخاذها حتى نصل للقلب السليم، التي عاناها سيدنا إبراهيم والنبي صلى الله عليه وسلم التي جاءت في الحديث الطويل، الحلال بين والحرام بين، وجاء في آخره : «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ».