قال الكاتب الصحفى كريم عبد السلام، رئيس التحرير التنفيذى لـ"انفراد"، إن ما يمكن ملاحظته فى انتخابات مجلس النواب هو قدرة الدولة المصرية على تنظيم انتخابات كبيرة على مستوى 13 محافظة فى وجود ظرف استثنائى مثل جائحة كورونا.
وأضاف خلال لقائه بفضائية "إكسترا نيوز"، مع الإعلامى شادى شلش، أن هذا التنظيم من فرط صلابته وقوته لا نشعر به ولا نشعر أن هناك معاناة للمواطنين فى المشاركة الانتخابية أو أى نقص فى الدعم اللوجيستى وتأمين اللجان، مشيرا إلى وجود خدمة صحية متأهبة فى سيارات إسعاف قريبة من اللجان وإرشادات تساعد المواطنين على الإدلاء بأصواتهم.
وأوضح كريم عبد السلام، أنه رغم وجود طوابير فى بعض اللجان والإقبال على المشاركة إلا أن هناك حرصا على تنظيم المشاركة وإرشاد المواطنين على الطريقة المثلى للإدلاء بأصواتهم دون كسر القواعد المعمول بها لمواجهة كورونا، كما أن كافة الأجهزة التنفيذية قامت بالاضطلاع بمهامها.
وأشار إلى أن كافة المشاركين فى مراقبة الانتخابات من الخارج من ممثلى أكثر من 300 مراسل أجنبى والوكالات لم يرصدوا أى مخالفات جوهرية فى هذه الانتخابات أو تقارير تطعن فى سير العملية الانتخابية، وهناك منصات ومنظمات مراقبة تنتظر الهفوة لتسلط عليها الدور، معلقا: "لا يوجد شيء مستخبى".
ونوه عبد السلام، إلى أننا شاهدنا إقبال الناخبين على المشاركة فى هذه الانتخابات، حيث أنه قبل انتخابات مجلس الشيوخ ظهرت أصوات تطالب بالمقاطعة، وأنه لن يكون هناك إقبالا، وأجريت الانتخابات، لافتا إلى أن إقبال التصويت فى المرحلة الأولى شهدت ضعف الإقبال فى انتخابات مجلس الشيوخ، مشددا: "نحن أمام ملمح لا بد من التوقف عنده وهو الأرقام الإحصائية المعنية بالانتخابات إيجابى وملحوظ".
وتساءل رئيس التحرير التنفيذى لـ"انفراد": "لماذا أقبلت فئات المجتمع المصرى من كبار السن والسيدات والشباب؟"، وذلك لأن كثير من ما قدمته الدولة المصرية على المسارات المتوازية لفئات المجتمع من الإسكندرية وحتى حلايب وشلاتين ملحوظ خلال السنوات الماضية ولا يمكن إنكاره، عندما يكون الجهد ملحوظ على مستوى المعاشات والرعاية الصحية والاهتمام بالفئات المهمة كالمعلم والطبيب وغيره، لا بد أن ينعكس ذلك على المواطن، فبدلا مما كنا نشكو منه من فكرة الانفصال بين المواطن والأحداث السياسية الكبرى، أصبح هناك نوع من التكاتف بين المواطن والدولة المصرية، وهو معنى مهم جدا.
وشدد على أنه لأول مرة منذ سنوات طويلة شعر الناخب أن هذه المؤسسات التى تكمل الدولة المصرية تخصه ويشارك فى صنعه، وهذا الملمح هو مؤشر لقوة الدولة الحقيقية، مؤكدا أن مقومات القوة للدولة ليست الأسلحة ولكن أهمها مدى الترابط بين المواطنين وإدارتهم والتفاف المواطنين حول مشروعهم النهضوى. وتابع: "من يراهنون على أن عزوف المصريين عن الانتخابات خسروا، ومن يراهن على عدم وعى المصريين بمن يستطيع أن يقدم لهم الجديد على مستوى الخدمة خسروا.
وأكد أنه بعد 2010 كان هناك حالة من عدم التمثيل السياسى الحقيقى للناخب المصرى، ولكن فى السنوات الثلاث الماضية كنا أمام ظاهرتين إيجابيتين للغاية أولها وعى الأحزاب السياسية بضرورة ملء هذا الفراغ الذى كانت تحتله الجماعات الإرهابية المتطرفة وبالتالى العمل فى النور لصالح الدولة المصرية وفق القانون المصرى بالمساهمة فى الحياة السياسية والنيابية السليمة والتى كانت تقتضى وجود أكثر من أحزاب حيث 36 حزب شاهدوا فى ائتلافات حزبية تضمن من أقصى ايمين لأقصى اليسار على أرضية وطنية واحدة.