قال الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الخطاب الإثيوبي في جولة مفاوضات "كينشاسا" في مجمله بات خطابا منفصلا عن الواقع، وأصبح يبحث عن تبريرات لفظية فقط بعيدة عن الحقيقة.
وأضاف رسلان، فى مداخلة هاتفية لبرنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي، على شاشة ON قائلا: ما تفعله أديس أبابا الآن ليس استفادة من النهر وإنما تعبير عن اعتقادها الراسخ أن النهر ملكية إثيوبية خالصة لها الحق في التصرف فيه كما تشاء دون أن تلفت إلى الأضرار الواقعة على نحو 150 مليون نسمة في دولتي المصب، متابعا: "تصرفات إثيوبيا باتت خارجة عن القوانين والأعراف الدولية وما تفعله إثيوبيا الآن يعبر عن عقلية إثيوبية تعمل بمبدأ وتفكير قديم يعود لأزمنة سحيقة.. وهى في الأصل حكومة غير رشيدة فاشلة في التعامل حتى مع شعبها وتعمل على ممارسة عنف وأعمال تطهير عرقي ضد الشعب الإثيوبية".
وبشأن سيناريوهات الفترة المقبلة المتبقية: قال: "موقف إثيوبيا موقف عبثي ويمكن وصفه بأقل من ذلك، والمسارات المتبقية بعد إعلان أديس أبابا إقدامها على الملء الثاني يوليو المقبل تزامناً من موسم الفيضان سيترتب على ذلك تأثيرات مضرة جداً على السودان وستهدد أمن السودان القومي وحياة نحو 20 مليون نسمة، أما بالنسبة لمصر فلن يحدث تأثير مباشر لكن سيعني أن إثيوبيا فرضت الأمر الواقع وأن النهر تحت سيطرتها بشكل كامل، لأن السد سيكون محظوراً الاقتراب منه بسبب كمية المياه الكبيرة المحتجزة وأي اقتراب منه سيؤدي لإغراق السودان بكامله".
من جانبه، أكد الفريق صديق محمد إسماعيل، نائب رئيس حزب الأمة السوداني، أن فشل جولة مفاوضات "كينشاسا" حول سد النهضة، تزيد الأوضاع سوءا، خاصة فى ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة الإفريقية بصفة عامة، وكذلك دول حوض النيل بصفة خاصة، موضحا أن المجتمع الدولي يتابع بما لا شك فيه التطورات في المنطقة ويضع نصب عينيه فكرة السلام في هذه المنطقة، خاصة بعد التصريحات التي أطلقها الرئيس السيسي من قناة السويس، والتي تتناغم مع تصريحات الرئيس السوداني ووزارة الخارجية، قائلا: "المجتمع الدولي يعي جيداً أن أي صراع في هذه المنطقة يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ومن ثم فإن هذه المعطيات المتصلة تضع المجتمع الدولي أمام مسئولية تجنيب المنطقة مثل هذا الصراع الذي سيؤثر على استقرار العالم وإفريقيا ككل، ومن ثم نحتاج لمعالجة دولية لهذا الصراع الذي بدأ يتكشف".
فى نفس السياق، كشف مصطفى أبو العزايم، رئيس تحرير جريدة الأخبار السودانية، عن الخطوة التالية المنتظرة، بعد فشل جولة مفاوضات "كينشاسا"، قائلا: "أتوقع أن تقوم الخرطوم باتصالات مكثفة مع الاتحاد الإفريقي لبحث طرد القوات الإثيوبية من إقليم "أبيي" المتنازع عليه، وكذلك استبدال قوات حفظ السلام من الجانب الإثيوبي لانعدام الثقة بين الأطراف".
وتابع: "بالإضافة للمبادرة الإمارتية لتسوية النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا أتوقع أن تخرج الخرطوم من هذه المبادرة خلال الأيام المقبلة، وأستبعد فرص الصدام في الفترة الحالية، خاصة أن الجانب الإثيوبي يعاني داخلياً من تأزم الأوضاع بسبب صراع إقليم التيجراي، حيث خسرت اثيوبيا اقتصادياً من هذه الحرب، بالإضافة لخسائر بشرية كبيرة نجم عنها وجود 36 ألف لاجئ إثيوبي".