قال الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف، إن هناك قصة مشورة لسيدنا عمر ابن الخطاب وهو يحاسب الولاة، ونستطيع من خلالها أن نستخرج منها معانى كثيرة تستوفى وظيفة رئيس الدولة لمحاسبة المرؤوسين عنده وفى الإجراءات التفقدية التى يرى فيها سيرهم فى العمل ومدى دقة انضباطهم وأدائهم.
وأضاف مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، اليوم الإثنين، في تصريحات ببرنامج رجال حول الرسول، والذى يقدمه الإعلامى أحمد الدرينى على فضائية DMC، إن القصة هى "إن رجل من مصر جاء إلى سيدنا عمر بن الخطاب وقال لأمير المؤمنين أنا عائز بك فقال له تحت أمرك، فقال الرجل له سبقت بن عمرو بن العاص فسبقته فضربنى ابنه وقال أتسبق ابن الأكرمين، فأدرك عمر بن الخطاب فداحة الأزمة، فكتب لعمرو بن العاص رسالة قال له فيها "أقدم إلى مع ولد فلان"، وعندما جاء عمرو بن العاص فأعطى عمر بن الخطاب الكرباج إلى ذلك الرجل، وقال له أضرب بن الأكرمين، فقام الرجل واستوفى حقه منه، ولكن بن الخطاب قال له أضرب أبوه أيضا، فقال الرجل يا أمير المؤمنين اللى ضربنى ابنه، فرد عليه بن الخطاب إنما ضربك مستندا لسلطان أبيه، ثم قال إلى عمرو بن العاص متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
وأشار الدكتور أسامة الأزهرى، إلى أن هذه القصة لها خصوصية فى مصر أكثر من بلدان العالم الإسلامي كله ، لأننا نشأنا عليها، وهى أحد المواقف الخالدة التى لا تنسى والتي ارتوى بها وجدان المصريين، وأصبحت كلمة خالدة فى تاريخ الإسلام وتاريخ عمر بن الخطاب، وأعطت المصريين شعورا عظيما بكينونتهم، وبإدراك سيدنا عمر لخصوصيات مقومهم النفسى بأنهم أحرار وكرام ولا يعاملون بالإساءة وإنما يعاملون بالتقدير.