كشف الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وصايا سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه للقضاة، ومن بنيها "ردوا الخصوم إذا كانت بينهم القرابات فإن فصل القضاة يورث بينهم العداوة"، لافتا إلى أن القرابات ليس فقط قرابات العائلة ولكن قرابة الدوار والأصدقاء والزملاء في العمل .
وأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في تصريحات لبرنامج كن أنت، المذاع على القناة الأولى، أن سيدنا عمر بن الخطاب كتب إلى أبى موسى الأشعرى عندما كان وليا على البصرة، وصايا تضم 16 بندا كانت هي أن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلى إليك، وأنفذ إذا تبين لك إنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له وأس بين الناس في مجلسك وفى وجهك وعدلك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس من عدلك.
وتابع الدكتور سعد الدين الهلالى: من وصايا عمر بن الخطاب أن البينة على من ادعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين الناس إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا، ولا يمنعك عن قضاء قضيت به اليوم فراجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشد أن تراجع فيه الحق وأعلم أن الحق قديم ولا يبطل الحق شيء وإن مراجعة الحق خير من التمادى في الباطل ، والفهم الفهم فيما يتلجلج في نفسك مما ليس في قرآن ولا سنة واعرف الأشباه والأمثال وقس الأمور عند ذلك ثم أعم إلى الله واشبهها بالحق فيما ترى، وأجعل لمن ادعى حقا غائبا أو بينه أمدا ينتهى إليه فإن أحضر بينه أخذ بحقه وإن عجز عنها استحللت عليه القضية فإن ذلك أنفى للشك وأجلى للعمى، والمسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو مجربا عليه شهادة زور أو ظنينا في ولاء أو قرابة، وإن الله سبحانه وتعالى تولى منكم السرائر ودرأ عنكم البينات والإيمان".
وأكمل: "وإياك والغلق والغلظ والضجر والاذى بالناس عند الخصوم وإياك التنكر للخصوم للخصوم في مواطن الحق، فإن الحق في مواطن الحق يعظم الله به الأجر ويحسن به الذكر والسلام، ومن خلصت نيته ولو على نفسه كفاهه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين للناس، وإن الله لا يقبل من عبده إلا ما كان له خالصا، وما ظنك بثواب الله عزل وجل وعاجل رزقه وخزائن رحمته.