قال الكاتب الصحفى عماد الدين أديب، إن منهج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يقوم على أن الداخل الأمريكي قبل الخارح، وأن الملف الخارجي بالنسبة لاهتمامات أمريكا يتمثل الملف الأول في روسيا والصين، ثم يأتى بعدها العلاقة مع الاتحاد الأوروبى، بينما منطقة الشرق الأوسط فهناك خطر سلبى وصديق إيجابى، والخطر السلبى هي إيران ويجرى الآن إعادة تأهيل إيران، وإسرائيل ليست مسألة سياسة خارجية لأمريكا ولكن سياسة داخلية.
وأضاف الكاتب عماد الدين أديب، خلال برنامج كلمة أخيرة، المذاع على قناةON، الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى، أن الولايات المتحدة الأمريكية تتصرف بإيجاد الحلول السهلة التي لا تحتاج مجهود كبير ولا تحدث إشعال للطاقة الأمريكية، وأن ما حدث في غزة وإسرائيل في الفترة الأخيرة وتدخل أمريكا كانت الهدف منه هو حماية أمن إسرائيل، وحتى موضوع حى الشيخ جراح كان الموضوع متعلق بحقوق الإنسان والعدالة ولكن عندما انطلقت صواريخ حماس تحول الموقف، لافتا إلى أن الموقف الأمريكى يهدف لتثبيت وقف إطلاق النار.
وتابع الكاتب الصحفى عماد الدين أديب: ما جاء بالمؤتمرات الصحفية لزيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتونى بلينكن لم يستخدم مفردات مثل حل الدولتين ولم يتطرق لتسوية شاملة وما يتحدث عنه كان وقف العنف وتثبيت وقف إطلاق النار ومساعدات إنسانية تصل إلى المواطنين المدنيين الفلسطينيين والبحث عن طريقة لا يتم الاستفادة منها من خلال حماس وفتح العلاقات مع السلطة الفلسطينية وهذا هدفه ضبط الأمور وعدم انفجارها بحيث يجبر الإدارة الامريكية على الانشغال.
وقال الكاتب الصحفى عماد الدين أديب، إن مصر تفكر في إطفاء النار ولا يقتصر دورها على دور إطفاء النار ولكن تتحدث بمنظور أن سبب إشعال الموقف عدة مرات بين حماس وإسرائيل على مدار السنوات الماضية هو البحث عن مصدر الشر وهو عدم وجود حل الدولتين وعدم التسوية، لافتا إلى أن سياسات نتنياهو تقوم على عدم التسوية والرجل الذى يرفض التوقيع ويعتمد على الحل الأمنى والعسكرى، ومصر ترى أنه لابد من نزع فتيل الأزمة وليس إطفاء النار فقط ولكن البحث عن حلول.
واستطرد: نحن أمام موقف إنقاذ كارثة حدثت بين غزة وإسرائيل ولا يمكن البناء عليه على وقف إطلاق نار فقط ولكن وقف إطلاق نار بهدنة مثبتة برعاية مصر تكون طرف فيها مع أمريكا وقوى دولية لضمان عدم اشتعال الأزمة وهذا لابد أن يؤدى لمفاوضات سلام شاملة.
ولفت عماد الدين أديب إلى أن الاتصالين اللذين أجراهما الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس عبد الفتاح السيسى يعكسان صحة موقف الرئيس السيسى، حيث إن بايدن كان يراهن على خلق تحالفات مختلفة في المنطقة، والتقليل من الدورين المصرى والسعودى وأثبتت التجربة أنه لا يمكن التخلي عن أدوار بعض الدول ومنها مصر، وهذا يعود لحسن إدارة الرئيس السيسى، متابعا: منذ يناير وحتى الآن لم يتحدث الرئيس بشكل سلبى ولديه الصبر الاستراتيجي وقدرة الرهان على صورة المستقبل ودعنى أتعامل مع هذا الملف بهدوء وحكمة والأيام ستثبت أن دورها مركزى، وإن إدارة مصر الحالية حكيمة لا يمكن الاستغناء عنها وتتبنى إيجاد حلول للأزمات وليس إثارة المشكلات.
واستطرد: القيادة السياسية للرئيس السيسى رجل عسكرى عاش معظم حياته في الحياة العسكرية ويفهم في الاستراتيجية بشكل متميز وآخر قرار يأخذه الرجل العسكرى أو ذو الخلفية العسكرية هو اللجوء للحرب والعملية العسكرية، ويتخذ هذا القرار عندما يدرك أنه تم استنفاذ كافة الوسائل السياسية والدبلوماسية لأن الحرب لا يمكن إدراك خطورتها وثمنها إلا من خاضها أو من يعرف تكلفتها، وبالتالي لابد أن نثق في قيادة الرئيس السيسى من خلال سجله في إدارة الأزمات مثل إدارة الصراع مع الإخوان و30 يونيو وما حدث بعد ذلك وهذا يثبت أنه عندما يتخذ اى قرار يكون قد درسته بشكل جيد ويعرف حساباته.
وقال عماد الدين أديب: إذا وصلنا إلى المربع صفر وإذا أصبح السيف على الرقبة وأصبح واضحا أنه لا مجال إلا أن يكون هناك ردا نتأكد أن إدارة الرئيس السيسى سترد الرد المناسب بالقوة والطريقة والتأثير اللازمين، وأكبر دليل على ذلك كيف أدار أزمة غزة وكيف أدار أزمة ليبيا وكيف يدير العلاقات مع قطر وتركيا، بجانب ملف شرق المتوسط بجانب قضايا الداخل، وعندما تتعامل مع لاعب استراتيجى مؤثر مثل مصر بقيادة الرئيس السيسى نعلم أننا في يد أمنية، ولا ينبغى الضغط على القيادة السياسية، وأهم شيء أن يتخذ الرئيس وتتخذ القيادة العسكرية في مصر قرار فيما يراه سواء بالدبلوماسية أو أعمال نوعية حينما يرى أن هذا هو الحل المناسب والأفضل والأنسب لمصالح مصر العليا، ونهر النيل خط أحمر تدركه القيادة السياسية والشعب.