قال الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر تريد حلا سياسيا ودبلوماسيا لأزمة سد النهضة، وتتفاوض منذ 10 سنوات، موضحًا أن الطرف الآخر له أغراض محددة، وضرب بكل شيء عرض الحائط، مضيفا أن إثيوبيا اعتادت ترديد أسطوانة "مشروخة" على مدار الـ10 سنوات الماضية بشأن أزمة سد النهضة، بينما طالما إثيوبيا لم تشعر بأي ضغط شديد عليها أو إدراكها بأن استمرارها في هذا التعنت سيحملها فاتورة ثمنها باهظًا، ستستمر فيما تفعله، إلا أن التوافق المصري السوداني يدعم حقوقهما المائية.
وأضاف، خلال لقائه مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج صالة التحرير على قناة صدى البلد، أن إثيوبيا لم يصدر عنها أي شيء يؤكد نيتها في الالتزام بأي شيء قانوني، لافتا إلى أن مصر ليست دولة عدوانية وترغب في الوصول لحل سياسي ودبلوماسي، إلا أنه إذا لم ينتهج الآخرون نهج مصر، سيكون لها حق التصرف وفق الدفاع عن حقوقها.
وتابع أن إثيوبيا تتبع استراتيجية كسب الوقت في التعامل مع سد النهضة، وترغب في مفاوضات مع مصر بحضور الاتحاد الأفريقي الذي دوره حتى الآن ليس حاسمًا على الإطلاق، مشيرًا إلى أن مصر لديها حقوق يتم الاعتداء عليها، ومستعدة للدفاع عن هذه الحقوق بالطرق السلمية، بينما إذا لم تلتزم إثيوبيا سيكون هناك طرق أخرى للدفاع عنها.
وقال الدكتور علي الدين هلال، إن الدعم المصري جمع بين الإغاثي والإنساني والإعماري والسياسي بشأن الأزمة الأخيرة في قطاع غزة، مضيفا أن الموقف المصري من الأحداث الأخيرة في قطاع غزة أثبت أنها شريك موثوق به من الجانبين سواء الفلسطيني أو الإسرائيلي.
وأضاف أن السياسة ليس بها إلا مصالح وقدرات وقوة وهو ما ثبت من اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرئيس السيسي لشكره بعد نجاح وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا أن مصر أثبتت أن لديها قدرة ليست متوفرة عند الآخرين.
وتابع أن الدولة المصرية استطاعت إقامة علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين، مضيفا أن الأمر ليس بالسهل على دولة أن تحقق تلك المعادلة مع دول تعادي بعضها.
وقال أستاذ العلوم السياسية إن ما يحدث في مصر من إنشاء مدن جديدة وطرق وكباري وغيرها من الإنجازات والمشاريع، هو رسم خريطة جديدة لها، مضيفا أن الأحزاب في الجمهورية الجديدة، مهمة للغاية ولابد أن تكون أقوى من ذلك.
وأضاف أن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أشبه بخلية النحل، بينما الطرق الجديدة تشبه الشرايين، وتعد مصدر رزق وفرص عمل، وبالإضافة إلى أنه يتمنى بأن تكون هناك آراء مختلفة تحت مظلة المهمة الوطنية وبناء الدولة، إلا أن الاختلاف يكون في الأساليب، موضحًا أنه يرغب في المزيد من النقاش العقلاني والموضوعي.
وتابع أن الأمية لا بد من القضاء عليها في مصر، لأنها تحمل أفكار خاطئة وتفسيرات خاطئة تؤدي إلى كوارث، لذلك أمر مهم التركيز عليه، فضلًا عن قضية التنظيم الأسري، الذي يعد أمر مهم للغاية، مشيرًا إلى أن معدل النمو سيقضي على عوامل التنمية.