"شخصية قوية ومثقفة يطالع أمهات الكتب حبًا فى القراءة وشغفًا فى المعرفة" تلك هى الصورة التى يعرفها الجمهور عن الفنان الراحل نور الشريف التى يظهر بها أمام الكامير، لكن هناك جوانب أخرى فى شخصية هذا العملاق ربما لا يعرفها الكثيرون إلا أقرب أصدقائه، يكشف عن أحدها المخرج حسنى صالح الذى أخرج لـ نور الشريف مسلسلى "الرحايا"و"خلف الله".
يقول المخرج حسنى صالح إن هناك سرا لا يعرفه أحد عن نور الشريف إلا المقربين منه إذ كان النجم الراحل إنسان دمعته قريبة، رغم أنه شخصية قوية جدا، ولا يظهر لحظات حزنه أو يأسه أمام أى أحد.
وأوضح مخرج الرحايا أن نور الشريف كان يتيمًا، تلك إرادة الله التى شكلت داخله أحاسيس إنسانية صعب أن توجد بهذا الشكل، وتولى عمه تربيته وكان يحبه قدر حبه لأبيه، وهذا أثر بشكل كبير فى إنسانياته، إذ كان يتعامل مع الفقير بشكل إنسانى حتى لا يشعره بالفارق الطبقى، وكان يعلم جيدا وسيلة التعامل مع الآخرين بمختلف طوائفهم، ورغم حزنه كان دائما بشوشًا.
وأضاف حسنى صالح أن نورالشريف حين كان يبكى أحضنه ولا يتوقف عن البكاء حتى أبكى معه، وكان يبكى مثل الأطفال أو كما يقولون بـ"شحتفة"، كاشفًا أن أحد أسباب بكاء نور الشريف "مصر" إذ كانت تبكيه للغاية، وكان يتوقع الخطر فيتصدر له التوتر، ومكانش يفضفض إلا مع المقربين منه.
ورحل الفنان الكبير نور الشريف عن الحياة، فى 11 أغسطس 2015، تاركا خلفه تراثا من الفن الجميل. محمد جابر محمد عبد الله الشهير بـ"نور الشريف"، سيظل اسما لامعا فى ذاكرة السينما المصرية والعربية، فلم يكن ممثلا عابرًا، أو مؤديًا جيدا، بل كان تجسيدا لحالة فنية وموهبة فريدة، حيث اتسم بمنحه الشخصيات التى يؤديها روحا واقعية صادقة، بعد أن يضفى إليها ملمسا من واقع تجاربه وخبراته.