ارتبط اسم الإعلامى الراحل حمدى الكنيسى، بأشهر معارك مصر عبر تاريخها "حرب أكتوبر"، وناضل عشرات السنين من أجل إنشاء نقابة للإعلاميين، حتى أنه رفض تكريم وزير الإعلام جمال العطيفى فى 1976 لدورة كمراسل حربى، مناشدًا إياه بتحويل التكريم لنقابة إعلاميين، حتى جاءت استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنشاء أول نقابة للإعلاميين .
وتوفى اليوم الجمعة الإعلامى الكبير حمدى الكنيسى بعد تعرضه لأزمة صحية نقل على أثرها لمستشفى المعادى العسكرى، وقال الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين أنه من المقرر تشييع جثمان الفقيد غدًا السبت من مسجد الحصرى بمدينة 6 أكتوبر.
لُقِبَّ حمدى الكنيسى بأشهر المراسلين الحربيين الذين قاموا بتغطية أحداث حرب أكتوبر، وروى حكاياته على الجبهة واصفًا إياها بملحمة من تاريخ الشعب المصري، وأكد الكنيسي عظمة العبور واجتياز خط بارليف المنيع وكذلك الصراع مع الأسلحة الأمريكية، مشيدًا بمعركة الخداع والتمويه التي سماها بـ"معركة العقول"، حيث واجهت العقول المصرية العقول الإسرائيلية المدعمة من العقول الأمريكية.
وقال الكنيسى فى تصريحات إعلامية: "بدأت دوري كمراسل حربي مع بداية حرب الاستنزاف لأني كنت كاتب قصة وروائي وكنت من أكثر الشباب تأثرًا بالنكسة، لذلك كنا أنا وزميلي الأديب جمال الغيطاني أول اثنين نتوجه إلى الجبهة ومدن القنال حيث توجد عناصر قواتنا المسلحة، كنت أسافر إلى الجبهة كل يوم، وكنت متحمسًا للاطمئنان على إعادة بناء الجيش وعلى الجنود".
وتابع: "حينما بدأت الحرب طلبت من رئيس الإذاعة محمد محمود شعبان (بابا شارو) أن أنزل إلى الجبهة، وبدوره أبلغ وزير الإعلام وقتها عبد القادر حاتم الذي أبدى سعادته بالطلب وحدث ذلك بالفعل صباح يوم 7 أكتوبر، لافتًا إلى أنه طلب من زوجته الانتقال لبيت والدها لسفره على الجبهة.
وأضاف الكنيسى: "بدأت التحرك وأخذت معى جهاز الاذاعة، وكنت أذهب يوميًا من القاهرة إلى الجبهة بعد صلاة الفجر لأسجل لقاءات وبطولات مع جنودنا البواسل وأعود مع آخر ضوء إلى القاهرة لأفرغ تلك التسجيلات فى مبنى الإذاعة والتليفزيون".
وواصل الكنيسي: "استطعت المساهمة في حشد المواطنين خلف قواتنا المساحة وكشف سقوط أساطير إسرائيل السياسية والعسكرية والاجتماعية.
وعن ذكرياته خلال اشتعال الحرب؛ قال إنه عبر القناة على قارب مطاطى ومعه جنود والأديب الراحل جمال الغيطاني، وبالفعل أول ما وصلوا أرض سيناء قبلوها.
وقال: "حينما علم الرئيس السادات بذلك، اتصل بوزير الإعلام وسأله إن كان قد تم تكريمي أو لا، واستدعاني الوزير وقال لى: هيعملك ترقية استثنائية لدرجتين بحيث انتقل للدرجة الرابعة، لكني رفضت وطلبت نقابة للإعلاميين، وهو ما دعمه الوزير.
وذكر الكنيسي أحد أشكال خطة الخداع الاستراتيجي، حينما خطف فلسطينيون بعض اليهود في النمسا، وذهبت جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك للتفاوض لإطلاق سراحهم، وأن الرئيس السادات أرسل رسالة للمستشار النمساوي يطلب منه إيصال رسالة لجولدا مائير مفادها أن الخطف سيتوقف عندما يحدث السلام.
وقدم الإعلامى حمدى الكنيسى مجموعة من البرامج الإذاعية منها: برنامج بعنوان يوميات مراسل حربي، برنامج المجلة الثقافية، برنامج قصاقيص، برنامج صوت المعركة، برنامج تليفون وميكروفون و200 مليون، وبعدها حصل على العديد من الأوسمة والجوائز منها: وسام الجمهورية، حيث حصل عليها من قبل محمد حسنى مبارك، درع التفوق من وزير الإعلام، حيث حصل عليه؛ وذلك بسبب تطوعه كمراسل حربى للإذاعة، جائزة أفضل كاتب فى الدراسات الاستراتيجية، وجائزة التفوق فى الأداء.