واصل الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، حديثَه عن نصر أكتوبر العظيم وفضل الجيش المصرى، موجهًا التحية والتقدير إلى كل شهيد بذل روحه فداءً للوطن ولأهله وذويه، وإلى كل جندى يدافع عن وطنه، وكذلك إلى كل عامل وموظف يكافح ويَجِدُّ من أجل رفعة الوطن فى أى مجال شريف، مؤكدًا أن هؤلاء هم القوة المطلوب الاستعداد بها واكتسابها.
وشدَّد مفتى الجمهورية، فى لقائه مع الإعلامى حمدى رزق، ببرنامج "نظرة" المذاع عبر قناة صدى البلد، على أن المصطلحات الشرعية النبيلة كالجهاد وغيره، سُرقت على يد الجماعات الإرهابية بإساءة فهمها واستخدامها، وكذلك حرِّفت الأحكام الشرعية ونقلت من أماكنها الصحيحة لخدمة أغراضهم الخبيثة، مخالفين بذلك المحافظة على المقاصد الشرعية.
وعن العلاقة بين نصر أكتوبر والنصر فى معركة بدر الكبرى أكَّد فضيلة مفتى الجمهورية على أهمية المعالم البارزة التى تميَّزت بها معركة بدر الكبرى؛ من إيثار السلم واستنفاد الخيارات المتاحة للحرب، والشورى بين القائد وجنوده، كما كان حوار سيدنا الرسول الكريم والصحابى الجليل الحباب بن المنذر فى النقاش المتحضر عن أسباب الحرب ودوافعها، وكذلك التخطيط المدروس، وأعمال الرصد والاستطلاع لخطط وخطوط العدو، كل ذلك يعطى دروسًا مجيدة، وهى بمجموعها كفيلة لتكون فى حاضرنا نقطة انطلاق فى مسيرة هذه الأمة نحو الاستقرار والتقدم، وتحقيق التكامل بينها وبين العالم والإنسانية.
وأوضح مفتى الجمهورية، أننا نحتاج فى أيامنا هذه إلى أن نستلهم من روح نصر أكتوبر المجيد حسنَ التخطيط والجِدَّ فى العمل وروحَ الانضباط والتجرد ووحدة المصريين، وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل مصلحة، وذلك فى أمور حياتنا كافة، إذا ما أردنا أن نواجه تلك التحديات فى مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها؛ لأن الأوطان لا تبنى بالأمانى فقط، ولكن تحتاج إلى جِدٍّ وتعب حتى تقام على أساس قوى بسواعد أبنائها.
وأثنى المفتى فى حواره على المشير محمد حسين طنطاوى رحمه الله قائلًا: إنه شخصية متفردة وفارس نبيل وأحد رموز مصر الأبرار، فهو القائد الذى قاد سفينة الوطن فى وقت المحنة وعبر بها إلى بر الأمان؛ وقد أفنى حياته فى الدفاع عن الوطن وخدمة ترابه المقدس، وشارك فى معاركه وقاد فى وقت عصيب بكفاءة بالغة التصدى للمؤامرات الدنيئة، وقدم نموذجًا يحتذى به، وتتعلم منه الأجيال كيف أن الجندى المصرى الذى وصفه النبى صلى الله عليه وسلم هو خير أجناد الأرض.. نسأل الحق سبحانه وتعالى أن يتغمده بوافر الرحمة والرضوان".