أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان ميسور القول ومجلسه مجلس علم وصبر وأمانة ويوقر الكبير ويحترم الصغير ويحفظ حق الغريب، متابعا: "البسه الله لبس الجمال وألقى عليه محبة منه.. وأنه كان بعيدا عن الجدل والتعالى في معاشرة الناس أو التدخل في شئونهم.. ولا يعيب أحدا ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه.. يصبر على الغريب في مسالته ويمازح أصحابه يضحك مما يضحكون ويزور مرضاهم ويداعب الصبيان، وأنه رغم شدة حبه للصلاة ويسرع إلى الصلاة، كان يقول:"أقوم فى الصلاة وأريد أن أطول فيها واسمع بكاء الصبى كراهية أن اشق عليه انتهى منها".
وأضاف شيخ الأزهر، خلال كلمته في احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى: "موقفه من الدينا لخصه في جوامع الكلم "مالي وللدنيا إنما مثلي ومثلُ الدُّنيا كراكبٍ استظلَّ تحت شجرةٍ ثم راحَ وتركها"، وأنه حج حجة الوداع والمسلمون معه مد البصر، وكان يدعو اللهم اجعله حجا لا رياء فيه.. وهذا قليل من كثير ممن وصفه به صحابته رضوان الله عليه وردده المسلمون المؤمنون به وبرسالته".
وأكد الدكتور أحمد الطيب أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان له مواقف وشهادات في عيون المفكرين والعلماء والفلاسفة والأدباء ومؤرخى الحضارات في الشرق والغرب من غير المسلمين، مثل غاندى وغيرهم، الذين أشادوا بأخلاقه وشريعته وعبروا عن آمالهم في أن تعود رسالته لتصحح مسيرة العالم وتنقذ مصيره من واقع صعب.
وتابع: "المفكر العملاق الإنجليزى برنارد شو قال عن رسول الإنسانية محمد أن أوروبا الآن بدأت تدرك حكمة محمد وبدأت تعشق دينه وأن أوروبا سوف تبرأ الإسلام من اتهامات العصور الوسطى، وسيكون دين محمد هو النظام من اجل دعائم السلام والسعادة وحل المشكلات والعقد، اعتقد أن راجل كمحمد تم له النجاح بحكمة وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة.
وقال: "اليوم نرى من يزعمون انصياهم لتعاليم الدين واتباع الدين بينما يقتلون الأبرياء ويحولون بيوت الله إلى ساحات حرب لتباح الدماء والحرمات وتهدر حقوق الناس والنساء والأطفال، وهذا الوضع الباعث يكشف عن هموم وتحديات، وأن هناك طوائف المسلمين يوظفون شريعة الإسلام في تبرير هذه الحرب، وما يصدره هذا العبث من صور وحشية قاسية تغذى النزاعات اليمينة المتطرفة في الشرق والغرب وهو ما يسمى "الاسلاموفوبيا"، ويعرف ذلك ما يقدر له أن يدافع عن الدين الذى ظلمه بعض أهله، ويدافع عن سيره نبيه، وأن هؤلاء يوظفون هذا الدين لأهوائهم وهو منهم براء حتى لو هتفوا باسمه.. وبالتالي الخروج من هذه الأوضاع المعضلة بإحياء صحيح هذا الدين واتخذه نبراسا في سلوك المسلمين وتصرفاتهم والأخذ بنصائح بصاحب هذه الذكرى والاعتزاز برسالته وسنته.