قال الكاتب الصحفى أكرم القصاص رئيس تحرير "انفراد"، إن مصر على مدى السنوات الثمانية الماضية أعادت بناء سياستها الخارجية بشكل كبير، وكان الاختيار دائما صعب أمام مصر، حيث أنه بعد 30 يونيو كان الوضع صعب داخليًا، وإقليميا وخارجيا أيضا، وكانت مصر تتحرك في الملفات الداخلية وفي نفس الوقت تعيد نفوذها وتأثيرها في المنطقة.
وأوضح "القصاص" خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "المشهد"، عبر قناة النيل الإخبارية، أن السياسة الخارجية المصرية أعادت بناء العلاقات بشكل كبير، لافتا إلى أن مؤتمر باريس من أجل ليبيا كانت الكثير من المصطلحات والمطالب كانت في بيانات الدول الكبرى، فكانت مصر ترددها وتؤكد عليها على مدى السنوات الماضية ولم تلتفت الدول الكبرى لهذا الأمر، لأن مصر كانت تقرأ الملف بشكل جيد.
وأشار الكاتب الصحفى أكرم القصاص، إلى أن مصر بنت سياسته الخارجية بشكل واضح رغم أنها كانت تحدث قواتها المسلحة فلم تتبع سياسة التدخل والتهديد، وكانت طوال الوقت ترفع شعارات التعاون والشراكة بديلا للصراع، وأنه يمكن حل المشكلات بالمسارات السياسية أفضل كثيرا، لأن الصراع لا ينتج سوى الصراع واللاجئين.
وأوضح ورئيس تحرير انفراد، أن الدول الكبرى أخطأت حينما تدخلت في الضغط في ليبيا وتركت ليبيا دون مرحلة انتقالية، انتهت إلى أنها مخزن سلام ومرتزقة وميليشيات، وهو ما حدث في سوريا، ولكن مصر اتبعت استراتيجية واضحة في هذا الأمر وحرصت على أن يكون لها علاقات بكافة الأطراف.
وأكد الكاتب الصحفى أكرم القصاص، أن مصر أصبحت تحظى بثقة إقليمية ودولية، لافتا إلى أنه فيما يتعلق باستكمال بناء التأثير والنفوذ الإقليمى المصرى، فإن مصر لها الدوائر العربية والإسلامية والإفريقية، نجد أن مصر نشطت الدائرة المتوسطية، فلها جزء متصل بشرق المتوسط، وبناء هذه الدوائر بالتواصل ونقل الرسائل فإن مصر كانت تتحدث باسم إفريقيا، وفى قمة المناخ كانت حريصة على طرح وجهة نظر أفريقيا.
ولفت إلى أن النفوذ والتحقيق لا يتحقق بالقوة وإن كانت مصر تمتلكها ولكن تستخدمها للتهديد، وليست بالقوة العسكرية ولكن بالثقة التي تتكون من تراكمات كثيرة والقدرة على طرح مبادرات والتدخل في حل خلافات، وفكرة الشراكة والتعاون أيضا شعار ترفعه مصر وتؤكده دائما، مع التصدي لأى مشكلات كثيرة، فمصر لديها قوة ردع ووضع خطوط حمراء في حال تهديد الأمن القومى.
ونوه إلى أن زيارة ولى عهد بريطانيا بروتوكولية، لأن المملكة المتحدة دولة برلمانية، وأهميتها تأتى بعد مشاركة الرئيس السيسي في قمة المناخ ولقائه برئيس الوزراء البريطاني، كما أن هناك ملفات المناخ والتلوث جزء من اهتمامات ولى العهد.