استهلت الإعلامية لميس الحديدى حلقتها الخاصة المقدمة من محافظة الأقصر بمناسبة احتفال افتتاح طريق الكباش، قائلة: "أهلا بكم من مدينة النور.. مدينة الشمس والصولجان.. من الأقصر عاصمة مصر القديمة ومهد حضارتها ومبعث قوتها".
وواصلت: "أهلاً بكم من المدينة المجيدة للإله أمون رع فى افتتاح طريق الكباش بعد سبعين سنة من اكتشافه الأول".
وتابعت خلال برنامجها "كلمة أخيرة" المذاع على شاشة "ON" فى حلقة خاصة من محافظة الأقصر بمناسبة احتفال افتتاح طريق "الكباش"، قائلة: "نرسل رسالة للعالم أجمع أننا أبناء هذا الوطن أمناء على هذه الحضارة والتاريخ ننقلها للأجيال المستقبل وللمستقبل في عزته وفخره".
وذكرت الإعلامية لميس الحديدي، أن معبد الأقصر عمره يمتد يصل إلى 3500 عاماً يقف شامخاً بعزة وفخر بعد أن شيد في الفترة ما بين الأسرة 18 و30 ، مؤكدة أن تحويل مدينة الاقصر إلى معبد مفتوح يرسل رسالة رائعة للعالم أجمع مفادها: "الأقصر تحولت لمتحف مفتوح هو الأكبر في العالم في رسالة للعالم أن هذه حضارتنا تعالوا اتفرجوا عليها".
واستطردات: "هذا أجمل مكان للسياحة في العالم فالأقصر في أبهى حللها"، وتابعت: "من أول ما وطأت قدماى أرض مطار الأقصر وأنا شايفاها منورة فى كل مكان في أبهى حلتها سواء من جهة الميادين التي جرى تطويرها أو المنازل المطلية وفقاً لمشروع الهوية البصرية".
وأكملت: "الرسالة من قلب الاحتفال هى أننا جاهزون لاستقبال السياحة من كل أنحاء العالم .. وفي إيه أجمل من مدينة الاقصر لتكون منبراً شامخاً للسياحة بما تضمه من معبد الأقصر وغيرها من الكرنك وكافة محتوياتها، والذي يشقه نهر النيل شريان الحياة".
وتتجه أنظار العالم، مساء اليوم الخميس، إلى الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، احتفالا بالانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش"، وهو من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، فقد تم الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
طريق الكباش الفرعونى
هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م - 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.