قال مصطفى وزيرى، رئيس المجلس الأعلى للآثار، إن ما حدث في افتتاح طريق الكباش بالأقصر اليوم، هو نتيجة مجهود بُذل، على مدار عدة سنوات، مشيراً إلى أن هذا الطريق الذي يمتد لحوالي 2700 متر، كان به العديد من المباني، سواء كانت حكومية أو مطاعم أو دور عبادة أو أندية وغيره.
وأضاف خلال لقاءه في تغطية خاصة على القناة الأولى المصرية: "تم استئناف العمل على تطوير هذا الطريق، تم الانتهاء تماما من تطوير هذا الطريق، ويمكن للسائح أو الزائر أن يسير بحرية كاملة فيه، حتى يصل لمعابد الكرنك، ومن سيبدأ السير من معابد الكرنك، فإن هناك 200 يتم العمل على الترميمات والحفائر، ورغم ذلك يمكنه أن يسير بحرية كاملة".
وقال: "الحلم تحقق، وبدأنا في أعمال ترميمات في معابد الكرنك، وظهور نقوش كانت مطموسة تظهر لأول مرة منذ آلاف السنين، ونحن في فرحة ما بعدها فرحة بعد تحقق هذا الحلم".
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء الخميس، الحفل الأسطوري العالمي، لافتتاح طريق الكباش، وقد تابعت أنظار العالم الاحتفالية الترويجية والحضارية لمدينة الأقصر، التي جاءت بعد الانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى "طريق الكباش".
طريق الكباش الفرعونى
طريق الكباش من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة، التى توليها الدولة اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، فقد تم الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا.
هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».