قال الدكتور محمود عبده، أستاذ التارىخ والحضارة بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر، إن كتاب تاريخ الرسل والملوك من أفضل الكتب التاريخية حيث أخذ عليه بعض المآخذ، لكنها لا تقلل من قيمته كعمدة في بابه، في هذا الزمان، حتى أنه صنف كتاريخ عالمي من قبل المستشرقين والغربيين.
حيث افتتح كتابه بالحديث عن بداية الخليقة، والقول في الزمان ثم خلق السماوات والأرض، والعرش، والكرسي، والملائكة إلى أن دخل في الأنبياء ثم أقوامهم ثم العرب قبل الإسلام، فالفترة الإسلامية حتى توقف في عام 303 هجرية، وكانت نهاية الكتابة في عام 302 هجرية وتوفي في عام 310 من الهجرة.
وأضاف عبده خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي مقدمة برنامج "في المساء مع قصواء"، عبر قناة cbc، أن الكتاب له قسمان رئيسيان، الأول يؤرخ لمرحلة ما قبل الإسلام وانتهج فيه نهجا موضوعيا، ومن مرحلة الإسلام وما بعدها انتهج النهج الحولي أي ترتيب الأحداث على السنوات، وتكلمن عن علاقة المسلمين مع غيرهم حربيا وسياسيا واقتصاديا.
وتابع، أن منهجية الطبري في التناول اختلفت من موضوع لأخر، لكن النهج العام لخصه في مقدمة الكتاب، وهو ما يبرر له بعض المآخذ التي أتخذت عليه، فقد قال: "ليعلم الناظر في كتابنا هذا أن ما أوردناه من خبر أو أثر إنما أملناه كما أبدي إلينا دون أن ندرك بحجج العقول أو نستنبط بفكر النفوس إلا القليل اليسير فما يوجد في كتابنا من خبر أو أثر يستنكره قارئ فليعلم أنه لم يؤدَ من قبلنا وإنما أبدي من رواته"، ومع ذلك أنتقد الطبرى فى هذه النقطة.
وأشار، إلى الطبرى ركز على الجمع لا الموضوعية، لأن الموضوعية كانت تستدعي كمًا أكبر من الكتابة، وفي بداية كتابة الكتاب سأل طلابه المسؤولين عن الكتابة -الطبري كان يملي طلابه ولم يكتب- عن رأيهم في تأريخ العالم فى 30 ألف صفحة، فاستثقل الطلاب هذا الأمر وقالوا إن هذا من الأمور التي تفنى الأعمار دونها، لذلك انتهج نهج الاختصار.
وأكد، أن ليس كل ما في الطبري يؤخذ، موضحًا أن دراسات كثيرة فندت الكثير من مواضع الطبري، ومنها روايات أبو مخلف المؤرخ الشيعي الذي استعان به الطبري في مواضع كثيرة من كتبه: "قراءة الطبري لغير المتخصصين يجب أن تكون من المنافذ الحديثة والدراسات العلمية النقدية أو من خلال ابن كثير في البداية والنهاية أو ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ والدراسات التي تناولته والنسخ المدققة".