قال الدكتورحسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والأثار والمتحدث باسم مجلس الوزراء العراقى، إن هناك تغيرا كبيرا فى وعى المواطنين العراقيين تجاه الأثار العراقية المختلفة، حيث إن تلك الآثار هى أرث لكل العراق، وهناك الكثير ممن وجدوا أثارا وقاموا بتسليمها للوزارة، «نستقبلهم بالترحاب والشكر والمكافآت حتى يكونوا قدوه لغيرهم».
وأضاف «ناظم» خلال استضافته ببرنامج «فى المساء مع قصواء»، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالى، ويذاع على فضائية«CBC»، أن الفلاحيين العراقيين عندما كانوا يعثروا على قطع أثرية أثناء عملهم فى الحراثة فكان الإنجليز يكافئون على تسليم تلك الأثار إليهم، لذا فكان الفلاح العراقى البسيط وعندما يعثر على قطع أثرية كان يسارع لتسليمه، «هذا كله انتهى، وهناك وعى متزايد بين العراقيين».
وفى سياق آخر، فقد أوضح أن أبرز الإسهامات لدولة العراق هو تحديث الشعر العربى فى القرن العشرين، حيث إن جيل الشعراء العراقيين أسسوا لحركة شعرية جديدة غيرت جذريا من مسار الشعر العربى منذ الجاهلية وإلى منتصف القرن العشرين، «لدينا مؤسسات أيضا متخصصة فى صناعة الكتاب، وخلال العام الماضى بدأنا حركة نشطة لاستعاده سمعه الكتاب العراقى ومجلاتها عبر استراتيجية وقيادة جديدة لتلك المؤسسات بعد سنوات من الإهمال».
واستطرد: «جناح العراق فى معرض الكتاب الحالى به هوية بصرية للكتاب العراقى بشكل جديد اختلفت فيه الاغلفة والورق والأحبار والخط وكل شئ، كما استقطبنا لأول مرة أن يقبل المثقف والأكاديمى العربى أن يطبع كتبه ببغداد بعد سنوات من القطيعة، واستحدثنا فكرة طبعة بغداد».
وأوضح أن الوزارة سارعت فى إصدار كتاب بعد وفاه الدكتور الكبير الراحل جابر عصفور، وتم إحضار الكتاب التكريمى إلى مصر فى المعرض الحالى، «لدينا أشياء جديدة تحدث فى الوزارة على مستوى الكتاب، كما أن هناك اهتمام منقطع النظير فى جودة الكتاب العراقى شكلا ومضمونا».
وقال الدكتور حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والأثار والمتحدث باسم مجلس الوزراء العراقى، أن التغيرات التى تنبع من المجتمع والفكر ومسيرة الكفاح لشعب معين عبر سنوات عديدة هو ما نفتقد إليه حتى الآن، حيث إن العراق والأردن عمرها فى تأسيس الدولة الحديثة 100 عام، ولكن فى مصر فالوضع مختلف.
وأضاف «ناظم» خلال استضافته ببرنامج «فى المساء مع قصواء»، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالى، ويذاع على فضائية«CBC»، أن اتفاقيه سايكس بيكو قد حددت حدود الدول العربية ورسمت ملامحها وأعطتها هويتها، وهذا الأمر إذا قارناه بالتجربة التاريخية فى أوروبا فتجربتهم التاريخية لم تتحقق فى 100 عام.
واستطرد: «بناء الثقافة العربية فى الـ100 عام الأخيرة فقد بدأ التحديث الثقافى والإسهام العربى فى مصر والعراق وسوريا والمغرب، وكانت البلدان الأخرى خاملة، ولكن وحاليا فحركة الفكر نشطة فى مختلف الدول العربية منذ سبعينيات القرن الماضى، وانتجت لنا مفكرين كبار، ومازال هناك نوع من التبعية للغرب، وإما أن نرفض الغرب رفضا قاطعا أو نعانقه بشكل تام ونرفض تراثنا، وهذا موقف تاريخى معروف ومستمر بين أصحاب التراث والحداثة».
وأوضح أن المناهج الغربية فى فترة السبعينات قد شاعت ترجمه وتأليفا، وفى مصر كان هناك عمل دائم على الترويج لتلك المناهج فى الجامعات وبين النقاد والباحثين وكتبهم مازالت موجودة، وفى نفس الوقت لو تأملنا ما انتجه الغرب غير ما استجلبناه لوجدنا اننا أغفلنا أشياء كانت موجودة ولم نترجمها أو نعبئ بها لأننا اصطفائيون وانتقائيون، «بنركز على شيء ونمضى به إلى أخر الشوط ثم ننتبه لوجود نزعات أخرى أهم، والمرحلة الحالية هى مرحلة الانتباه».
وتابع: «الدكتور جابر عصفور مثال واضح للكاتب والناقد والمفكر الكبير الذى خرج من عبائه جيل عظيم وهو جيل عميد الأدب العربى، طه حسين، وله اهتمامات واسعه ومتنوعه وترجمات عده».
وقال الدكتور حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والأثار والمتحدث باسم مجلس الوزراء العراقى، أن دولة العراق تشهد حاليا تحولا جذريا لم يشهده أى بلد عربى، لذا فهناك الكثير من المسؤوليات الملقاه على عاتق الشعراء والمثقفين وأساتذة الجامعات العراقيين تاريخيا لاستعدال المسار المتعثر الذى لاقى فيه المواطن العراقى العنف والتفجيرات.
وأضاف «ناظم» خلال استضافته ببرنامج «فى المساء مع قصواء»، وتقدمه الإعلامية قصواء الخلالى، ويذاع على فضائية«CBC»، أن الفارق فى أوضاع البلدان والمجتمعات يغيران من مهمات المثقف والمفكرين والأكاديميين والأساتذه الجامعيين، «عميد الأدب العربى الدكتور الراحل طه حسين كان يحمل هم مصر والثقافة المصرية والمجتمع المصرى، وحمل على أكتافه تلك الأعباء كرسالة أمام مجتمعه».
وأوضح أن التحدى الحقيقى يكمن فى سعة المواقع الأثرية، حيث إنه وفى العراق وأينما تحفر فيجب أن تجد الأثار إما أشورية أو سومارية أو بابلية، «العراق أرض أقيمت عليها طبقات من الحضارات إلى أن نصل إلى الحضارة الإسلامية، وهناك تجاوزات وانتهاكات يقوم به العراقيون أنفسهم عندما يبنون بيوتهم تجاوزا فى بعض المناطق الأثرية، وهو أمر شائع وموجود».
وتابع: «كل الأجهزة الحكومية لا تستطيع تأمين أكثر من 25 موقع أثريا حتى الآن بحسب المسوحات الحديثة، وهناك الآلاف المواقع الأثرية من شمال العراق لجنوبه، والحل أننا نخصص الجيش العراقى كله يحمى الأثار ويترك كل شيء، وهو أمر غير ممكن، ومع ذلك فهناك تغير فى الموقف الدولى إزاء العراق، ويتم تهريب الأثار العراقية عبر دول أخرى».
وأكد أن الحكومة العراقية نجحت فى عام 2021 استرداد 17 ألف قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأمريكية، وعادت إلى العراق مرة أخرى فى الطائرة الرئاسية خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى شهر أكتوبر من نفس العام استرددنا لوح تاريخى به نص هام، كما واسترددنا الكبش السومارى.