قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الإسلام في التعامل الإنسانى لا ينظر إلى اللون واللغة والجنسية والمعتقد، موضحاً أن الدين الإسلامى يعصم الأموال والدماء والأعراض للمسلمين وغير المسلمين، وتابع:"حرمة عرض ودم ومال المسلم تتساوى بغير المسلم، وتلى قوله تعالى:" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا".
وأضاف "كريمة"، خلال حواره ببرنامج "التاسعة"، الذى يقدمه الإعلامى يوسف الحسينى، عبر القناة الأولى المصرية، أن الدين الإسلامي، يتسع للرحمة لكل أبناء البشر، وتابع:"ولذلك أقول أعاد الله شهر رمضان الكريم باليمن والبركات على البشرية بمسلميها وغير مسلميها بخير ورمضان كريم على كل العالمين".
واكد "كريمة"، أن خطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم، لم يذكر فيها لفظ المسلمين بل كان يقول "يا أيها الناس"، وتابع:"من زمن بعيد في صدر الإسلام كتب سيدنا على زين العابدين أبن الإمام الحسين يحمل أسم "رسالة الحقوق"، وختم كتابه بحقوق أهل الكتاب"، وتلى قوله تعالى:"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، مضيفاً:"ولم يقل الحمد الله رب المسلمين".
وأكد "كريمة"، أن الدين الإسلامي جعل نفس المسلم تتساوى بنفس غير المسلم، وتابع:"الإمام أبو حنيفة استدل في ذلك بقوله تعالى وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ".
ولفت "كريمة"، إلى أن صدقة شهر رمضان يجوز إخراجها على فقراء غير المسلمين، مشدداً على أن الدين الإسلامي صورة للتسامح والوسطية والعدل، وليس التشدد، وتابع:" الإعلام والدعم والمخابرات العالمية جعلت صوت الدواعش والسلفية صوتهم عالى".
وأكد "كريمة"، أن المسلمين الأوائل نشروا الدين الإسلامي بأخلاقهم، والتاريخ خير شاهد على ذلك، كانوا يتعاملون بالصدق والأمانة وبشاشة الوجه، وتابع:"وعليه أدعو إلى أن تكون كراتين الخير ليس للمسلمين فقط بل وللمسيحيين أيضاً نظراً للوعاء الكبير الذى يجمعنا ولنجعل شهر رمضان شهر الإخاء الدينى ..لابد أن تتجسد هذه الروح الخلاقة".
وتابع: اقترح شيء على المؤسسات الدينية كتاب الشيخ محمود شلتوت فى آيات القتال في القرآن الكريم ، نعيد نشره وتداوله من أجل توعية الشباب المغرر به من قبل الجماعات المتشددة، وتابع:" الشيخ خلص إلى أن الجهاد هو جهاد الدفع وليس الطلب ..والفارق بين جهاد الطلب أنك تحتل أرض الغير وهذا لم يحدث، وجهاد الدفع هو أن تدفع عن دينك وحدودك".