قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة علماء المسلمين بالأزهر الشريف، إن محور المشروع التجديدي لمرتضى الزبيدي، صاحب أضخم وأندر المعاجم العربية "تاج العروس"، تمثل بوضوح في الاهتمام باللغة، فشرح القاموس المحيط، وفي قضايا التوثيق شرح إحياء علوم الدين وأخرج أحاديثه، وفي قضية الأخلاق اهتم بذلك الشرح وبين كيف نستفيد منه، فأصبح مشروعه مبنيا على اللغة والتوثيق والأخلاق، وهو مشروع نهضوي بمعنى الكلمة.
أضاف جمعة، في برنامج "مصر أرض المجددين" المذاع عبر قناة ON، أن من يتكلم على النهضة يجب عليه أن يتكلم عن مشروع مرتضى الزبيدي النهضوي، الذي ولد في الهند، وتوفى سنة 1790- أي أواخر القرن الثامن عشر- وكان له رحلة إلى اليمن في زبيد ثم إلى مصر حيث استقر وانتقل إلى رحمة الله بها، وترك لنا مشروعا يتكون من أركان ثلاثة، الأول الاهتمام باللغة وعودتها مرة أخرى لتكون ملكة لدى الناس، وأن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة، حيث إذا أرادت أن تتطور البلاد ويرفه ويسعد العباد فعليهم أن يتعلموا اللغة، أما الركن الثاني يتعلق بالتوثيق، حيث لا يجب أن نصدق كل ما نسمع بدون توثيق، لأن التوثيق يدخلنا في نطاقات مختلفة ومجالات مختلفة، أما الثالثة فتتعلق بالأخلاق وأن اللغة مع الفكر وأن التوثيق كمنهج علمي لابد له من منظومة أخلاقية فائقة ضابطة لحركة الحياة.
وتابع الدكتور علي جمعة: "مرتضى الزبيدي ذهب إلى الجانب الأخلاقي متمثلا في شرح إحياء علوم الدين، والرد على منتقديه ومعارضيه، فألف اتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين، فأصبح مشروعه التنموي النهضوي مبني على ثلاثة أشياء، على اللغة والتوثيق والأخلاق"، مستكملا: "الإمام الزبيدي كان أديبا وشاعرا وعالما ومحدثا فكان رقيق القلب جدا وقلما يوجد مثل هذا الإنسان، وكان يحب زوجته حبا جما، فماتت فانقطع عن العالم تماما".