قال الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، إن الإنسان في حقيقته ليس مجرد شكله الخارجي، وهو الجسد الذى يعد المرئي منه، ولكن الجزء الأكبر منه هو الخفى والمتعلق بنفسيته ومعنوياته ومشاعره وأحاسيسه ومزاجه النفسى، وكلما كان الإنسان منشرح الصدر ولديه حال من الرضى والتفاؤل والانطلاق يكون صحيح، وعندما يعتل في هذا الجانب النفسى ينعكس ذلك بالسب على جسده أيضاً.
وأضاف "الأزهرى"، خلال حواره ببرنامج "مساء دى إم سى"، الذى يقدمه الإعلامى رامى رضوان، عبر قناة "dmc"، أن الاكتئاب مسألة في غاية الخطورة وهى من أشد أعداء الإنسان وعلى أي شخص يبتلى بالاكتئاب واليأس يكون في خطر شديد لأنه قد يسبب الأذى لنفسه أو بالمحيطين به كونه وصل لحاله أنه لا يبالى بما يفعل ويجب علينا أن نتكافل جميعاً لإنقاذ هذا الإنسان، وتابع:"الهم والإحباط يهدم الجبال ويهدم الإنسان".
ولفت "الأزهرى"، إلى أن مواجهة هذا الهم والاكتئاب يجب على أن الإنسان أن يقوم ببعض الأمور الذاتية ويصبر عليها ويجتهد حتى يخرج من هذه الحالة، وتلى قوله تعالى :" إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"، موضحاً أن النص القرآنى يذكر الإنسان أن كل حزن يتطرق لداخلك يهدمك وعليك أن لا تستلم له ، وتابع:" ضع أمامك هذا النص القرآنى عندما تتعرض للحزن".
وأكد "الأزهرى"، أن الاعتماد على الله عز وجل والإيمان بقضاءه ينجى الإنسان من المحن، وعلينا أن نتوكل على الله عز وجل ونأخذ بالأسباب في مواجهة اليأس ويتمسك أي إنسان ببادرة نور عندما يكون في محنة.
وتلا "الأزهرى"، قوله تعالى:" أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ"، موضحاً أن كل حدث مؤلم أو صدمة معنوية للإنسان إلا من ورائها خير وأنها لم تأتى عبثاً، وعلينا أن ننظر إلى الخير الذى يكون في الأمر وأن لا نغرق في هذا الحزن، وتابع:" ربنا أذن بهذا وله في ذلك حكمة وعلينا أن نعتصم بالله ونؤمن له ونسلم له في ذلك حتى نعلم الخير الذى في هذا الأمر".
وسرد "الأزهرى"، دعاء مواجهة الهم والغم والحزن، قائلاً:"اللهم إني عبدُك ، وابنُ عبدِك وابنُ أمتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيّ حكمُك ، عدلٌ فيّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك ، سميتَ به نفسَك ، أو علمته أحدًا من خلقِك ، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، ونورَ صدري ، وجلاءَ حزني ، وذهابَ همي وغمي ".