قال المؤرخ الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن الشعب لديه مجموعة من السمات والخصائص التي تحركه عبر التاريخ من أبرزها التحدي والاستجابة لظروف الطبيعة والفيضان وغيرها، وهو ما خلق الحضارة المصرية القديمة.
وأضاف شقرة خلال حوار مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج "في المساء مع قصواء"، على قناة سي بي سي، أن هذا الشعب منذ أن قام بالثورة ضد الملك بيبي الثاني وهو شعب متحدي، حيث بقى هذا الشعب في سدة الحكم لمدة 94 سنة.
وأشار أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إلى أن الشخصية المصرية تقدس الوطن وتحترمه، لافتًا إلى أن المصريين لديهم محطات تاريخية فاصلة، والسياق العام لهذه المحطات يجعلنا نتحدث إلى القيمة التي يتمثل التحدي فيها، وهي محاولة التنمية والتحديث التي لا تنفصل أبدا عن الحركة السياسية ومواجهة التحدي الخارجي المتمثل في الاستعمار أيا كان شكله ونوعه.
وتابع: "الشخصية المصرية ذكية وقادرة على والملائمة والتحدي والإنجاز وصنعت المحطات التاريخية في الحضارة المصرية بكل سلبياتها وإيجابياتها، فبعد أن انتصرنا في الحروب الصليبية تقوقعنا وتخلفنا، والمصيبة أن فترات الحكم ما بعد المماليك شهدت محطات نهضة صغيرة جد، لكن مصر تخلفت وتقهقرت".
وقال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن نابليون بونابرت زلزل العقل المصري، وبخاصة أن المصريين كانوا معزولين بسبب الدولة العثمانية، فقد خرج المصريون بالسكاكين والنبابيت لمواجهة الأسلحة الفرنسية المتقدمة.
وأضاف شقرة : "صُدم المصريون وحدث نوع من الحراك واليقظة ولم نكن قادرين على أن نحكم، فتم تولية محمد علي باشا حاكما على مصر، لم يكن في مقدورنا أن نحكم لأننا لم نكن نملك جيشا، لكن محمد علي كان لديه جيش".
وتابع أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن محمد علي تخلص من كل الفرق وأسس مصر الحديثة بصرف النظر عن سلبياتها، مشددًا على أن مصر عندما نهضت كان هناك نظاما عالميا يولد، على رأس هذا النظام الاستعمار الانجليزي والاستعمار الفرنسي وكانا ينتظران وراثة الدولة العثمانية، لكن مصر استحوذت على السودان والحجاز وكريت والشام، وبالتالي كان العالم أمام امبراطورية يهدد التوازن الدولي والنظام الاقتصادي العالمي، وبالتالي رأى الأوروبيون أن محمد علي يجب أن يذهب إلى الجحيم، فحدث نهب استعماري لمصر أعقبه الاحتلال البريطاني.