قال الكاتب محمد سلماوي، إن مسرح العبث هو مدرسة مسرحية نشأت بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وكانت قائمة على العبثية، لا جدوى منها ولا قيمة لها، لا يوجد فيها عدل ولا منطق، وجاءت تلك الفلسفة نتاجا لحربين عالميتين.
وأضاف خلال لقاءه مع الإعلامي محمد سعيد محفوظ، ببرنامج "العاشرة" الذي يذاع على قناة "اكسترا نيوز": "كان أسلوب هذا النوع مبتكر في هذا الوقت، لأنه كان هناك ثورة على الأساليب التقليدية للمسرح الكلاسيكي، فتجد مسرحية شخص يكلم ضيوفه ولكن الكراسي والمقاعد كلها خالية، دليلا على عزلة الإنسان، وهو جزء من فلسفة تحمل قدرا من الرمزية وتتجه نحو العبث".
وقال: " وجدت أن تلك الأساليب التي تعبر عن العبثية، تشبه الوضع السياسي الذي كنا نعيشه في أواخر السبعينات وأواخر الثمانينات، فكنت انتهج هذا النوع من المسرح، لأن الواقع الخاص بنا هناك في تلك المرحلة كان واقعا عبثيا، وهو ما كان سببا للجوء لتلك المدرسة".
وتابع: "مسرحية الجنزير، ربما تنبأت بالمستقبل، بأن الاتجاه الديني سيختطف البلد، لأن المسرحية كانت تصور مجموعة من الإرهابيين يرفعون رايات الإسلام وأخذوا أسرة مصرية رهينة، وهو ما حدث بعدها بسنوات في الفترة التي استولت جماعة الإخوان على السلطة".
قال: "في الوقت الذي عُرضت فيه المسرحية، كان هناك رفضا من هذه الجماعات المتطرفة، لدرجة أن وزارة الداخلية حددوا حراسة لي لأن كان هناك تهديدات لي وقتها، وكنت أخدع الحرس أحيانا، فأقول له أنني لن أخرج هذا اليوم مع زوجتي، وأكون قد اتفقت معاها على الخروج للعشاء في الخارج، ولكني كنت أرغب في الخروج معها بمفردنا دون حرس".