أكد الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس للشؤون الدينية، أن ظاهرة الإرهاب تسببت فى ضرر عقلى وعلمى ونفسى للبعض ما دعاهم إلى الإلحاد، موضحًا أن التكفيريين والسلفيين نجحوا فى العبث بنصوص الشريعة وإخفاء نماذج علماء وإظهار نماذج أخرى، ليصب فى وعى العوام عبث فكرى، ويرسخ لفكرة الصدام بين عالم الشريعة أو الفقيه والحاكم وأن هذه هى العلاقة الطبيعية بين الحاكم والعالم.
أضاف "الأزهري" خلال حواره إلى برنامج "الحق المبين" الذى يقدمه الإعلامى أحمد الدرينى على قناة "dmc"، أن تشويه صورة عالم الشريعة وتصدير صورة سيئة لأى عالم دينى تربطه بالحاكم صورة جيدة، تسبب فى انتشار ظاهرة الإلحاد، حيث أن السلفى والتكفيرى أثارا ضجيجًا حول العالم بحق المؤتمن على مواريث النبوة، والذى تربطه علاقة حسنة بالحاكم، ووصفوه بأنه فقيه سلطان، وصدروا من التاريخ فقط العلماء الذين اصطدموا مع الحكام، ليصدروا للعوام صورة أن الفقيه الحق يجب أن يكون فى علاقة تصادمية مع الحاكم، متجاهلين كل العلاقات الحسنة بين الفقهاء والحكام على مر التاريخ.
رأى أن التكفيريين يروجون لمصطلح فقهاء السلطان، لأنهم يرون بكفر الحاكم ولا يسمح بوجود علاقة حسنة معه، لذا يتبنون أن الحاكم كافر ثم يسعون لانتزاع السلطة منه، ثم لا يسمحون لأحد أن تكون علاقته حسنة مع الحاكم، ثم يشوهون العلماء ويصفونهم بأنهم فقهاء السلطان، ويعبثون بالتاريخ ويصدرون فقط صورة العلماء الذين اصطدموا مع الحكام.
لفت إلى أنه من نتاج هذا العبث المتراكم أن الوعى المصرى العام الذى يرى هذا المشهد الدينى، متابعً: "إذا ترك التكفيرى صورة جيدة لعلاقة العالم بالحاكم تمر إلى وعى الناس، يبقى مش هيعرف يبنى منظومته الفكرية التى يرى بها كفر الحكام".
"الحق المبين" برنامج دينى يقدمة الإعلامى أحمد الدرينى والشيخ أسامة الأزهرى يطرح فيه اهم المواضيع الشائكة المتعلقة بالدين ويصحح مفاهيم خاطئة تم تداولها مع الوقت من الناحية الدينية وأصبحت أفكار راسخة فى عقول فئة من الناس، ويذاع فى تمام الساعة الرابعة والنصف عصرًا كل جمعة.