قال الشيخ علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن مصر تربعت على عرش تلاوة القرآن بقرائه أوعلمها في التجويد وعلم الوقف والابتداء والقراءات، مشددا على أن اهتمام المصريين بالقراءة جاء كنتيجة جينات موجودة في المصريين، فجعلها في مصاف الدول في مركز القيادة والريادة، مضيفا: "كل المسابقات العالمية بيجيبوا العلماء المصريين ، وكل الإجازات من الهند إلى طنجة تجد المصريين في هذه الإجازات".
عن حلقة اليوم، ببرنامج "مصر دولة التلاوة" تحدث "جمعة" عن قيثارة السماء الشيخ "محمد رفعت"، حيث قال إنه امتلك صوتا نديا خاشعا، فعندما تستمع إليه تشعر كأنه صوت ملائكى جاء من الملأ الأعلى أو من جنة الرحمن فاستقر الجميع على أنه قيثارة السماء، ولد 1882 أي أنه حضر ثورة 1919 وشارك فيه، والده كان يعمل مأمورا "حكمدارا" لقسم الخليفة في القاهرة.
أوضح أن الشيخ محمد رفعت ضر بصره وهو في سن عامين ، أرسله والده إلى الكٌتاب وحفظ القرآن في سن 8 سنوات في مسجد فاضل بالجماميزي، وروى الشيخ جمعة أحد المواقف الدالة على صوته الندي قائلا: "الشيخ رفعت كان يقرأ القرآن، والكمسرى وقف التروماي علشان يسمع القرآن بصوت محمد رفعت وفى الآخر طلع الكمسرى مسيحي".
برنامج "مصر دولة التلاوة" يستعرض أعلام وسير علماء أثروا الآذان والأسماع بتلاوة القرآن الكريم، فمصر منبع الخير كله فهي بلد الحضارة التي تمتد إلى آلاف السنين وأبهرت العالم قديما وحديثا، وكانت ملاذا وأرضا للأنبياء ومقصدا لأهل البيت والصالحين وتربة خصبة للمجددين والعلماء وكرمها الله سبحانه وتعالي بالذكر في القرآن الكريم.
فكتاب الله نزل في مكة، وقٌرئ في مصر، بأصوات باتت نبراسًا وضياءً للمسلمين في شتى بقاع الأرض، بهم اهتدوا وسار على نهجهم المدارس المتنوعة في القراءات، وأصبحوا كالسفن الشارعة في نيلها تحمل بركة القرآن الكريم ونوره للعالم الإسلامي فهى بحق مصر دولة التلاوة.