قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن الوفاء من الأخلاق المحمّدية النورانية، التي أثنى عليها القرآن الكريم، وحث عليها سيّدنا ﷺ الرؤوف الرحيم وطبقها في حياته، وحث عليها أصحابه وأمته، فالوفاء سنة قولية وفعلية وتقريرية، مشيرا إلى أنه إذا نظرنا إلى الإسلام وجدناه جعل خُلق الوفاء قواماً لصلاح أمور الناس، فقال عز وجل: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)، وقال تعالى: (وَالْمُوْفُوْنَ بِعَهْدِهِمْ إذَا عَاهَدُوْا وَالصَّابِرِيْنَ فِيْ الْبَأسَاءِ والضَّرَّاءِ وَحِيْنَ الْبَأسِ أوْلئِكَ الَّذِيْنَ صَدَقُوْا وَأوْلئِكَ هم الْمُتَّقُوْنَ).
وتابع الطلحي، خلال حلقة برنامج "يومك فى رمضان"، المذاع على قناة "الناس"، اليوم الأحد: "الوفاء أن يلتزم الانسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات فقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعهد، فقال جل شأنه: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً) ، وقال تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ) ويقول سبحانه: (وَلا تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)".
واستكمل الطلحي: "لمنزلة الوفاء يبينُ تعالى أنه يحب الأوفياء من عباده، سواء كان ذلك الوفاء بالتزام دينه واتباع رسوله ﷺ وتمسكهم بالأخلاق والقيم الفاضلة أو وفائهم بالمعاملات والحقوق والواجبات والعهود والمواثيق فيما بينهم، وما أهلك القرى الظالمة إلاَّ بعد أن قال في أهلها: (وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ).. ومن الوفاء الذي ينبغي أن نحافظ عليه هوالوفاء لمن فارق الحياة الدنيا من أهلنا وأحبابنا، وهو خلق من أخلاق سيّدنا ﷺ فقد كان وفيًا لأصحابه الذين انتقلوا قبله، فقد كان يزور شهداء أحد والبقيع، ويدعوا لهم، ودائم الثناء عليهم".
وأشار إلى أن سيدنا النبي محمد ﷺ كان وفيًا لزوجته الأولى السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، ومن صور وفائه لها بعد انتقالها، أنه كان دائم الثناء عليها، ويذكر صفاتها، ويكرم صديقاتها، حتى كان يقول: "إنها كانت تأتينا أيام خديجة".