في أزقة المدن التاريخية، وقبل وقت كافٍ من موعد السحور تنطلق الأدعية والتواشيح من حناجر قارعي الطبول المعروفين باسم المسحراتية؛ لتذكير السكان بالاستعداد للصيام في حارة «القرمي وحواري أخرى» في القدس القديمة.
جاء ذلك في تقرير عرضته قناة «القاهرة الإخبارية»، بعنوان «مسحراتي القدس.. مهنة رمضانية تاريخية توارثتها الأجيال».
وأضاف التقرير، أنه بزي فلسطيني أصيل وعبارات تراثية من عبق التاريخ، يبدأ المسحراتي نشاطه لإيقاظ المقدسيين، مُتجولًا في أحيائها وشوارعها وأزقتها صادحًا بالموشحات والأناشيد الدينية، مع وقع قرع الطبول كظاهرة موجودة عبر العصر الإسلامي.
وجاء في التقرير، يُعد المسحراتي في القدس، نوعًا من أنواع المقاومة الشعبية، امتدادًا لإرث مملوكي بدأته العاصمة، وسط حُلي وزينة تلبسها المدينة كعروس لاستقبال الشهر الفضيل.
وأشار التقرير إلى أن صوت المسحراتي يمزق عتمات الليل، ويخترق ظلمته فتسمع أناشيد في مدينة تحمل طابعًا خاصًا، اعتاد سكانها على سماع مدائح نبيهم فيها، ويصر «مسحراتي القدس» في المحافظة على هذا الإرث المحفوف بمخاطر الاحتلال وملاحقتهم له.