قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، إن كون الإنسان يتغير أو يتأثر أو يتطور أو يتدهور فهذه طبيعته، وهذا واضح فى معاملة سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأمره ونهيه فى تربية الصحابة الكرام، كان هناك تأثيرات ورباهم علي كيفية مواجهة هذه التأثيرات.
ولفت إلى أن المخلفين الثلاثة، منهم كعب بن مالك، لما عرفوا أن هناك مشكلة بين كعب بن مالك والرسول صلى الله عليه وسلم، أرسلوا له فارس والروم، وقالوا له: عرفنا ما بينك وبين صاحبك فإننا نكرمك، كانوا عاوزين يعملوا شرخ فى الجبهة الداخلية، فزعل من نفسه، إنه فى هذا الموقف واعتبر نفسه فى اختبار، إذن هو ليس أهلا للثقة، فرفض، ليه؟ لأنه متربى.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء، بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، خلال استضافته بحلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الإثنين: "التأثير مع الزمن يصير تغيرا، والتربية هى التى تقى الإنسان من التأثر السلبى، وتدفعه إلى التأثر الإيجابى، ومع الزمن الإنسان المتربى يتطور إيجابيا، ولا يتدهور سلبيا، وموجود مواقف فى السنة كثيرة.
واستكمل: "لم يكن هناك تطور فى التقنيات الحديثة حتى عام 1830، وهى يعتبرها علماء الحضارة سنة فارقة وبداية قرن وكأن القرن الثامن عشر، لم ينته والتاسع عشر لم يبدأ، وظل مائة عام حتى 1930، فى هذه السنة أغلقت آخر محكمة من محاكم التفتيش، واستطاع الإنجليز ادخال الحديد فى صناعة السفن، فتغيرت قوى أهل الأرض وأصبح الأسطول الانجليزى لم يهزم، فغزا العلم، وفى نفس السنة أيضا ماتت آخر إمراة من السكان الأصليين تسمانياً فى استراليا، وانتهى معها لغتها وسحرها وشعوذتها، مات جنس بشرى كامل وهم السكان الأصليين لاستراليا، فاعتبروا هذا علامات بداية القرن التاسع عشر"
واستطرد: "ما حدث فى هذا القرن، إن الإنسان اكتشف اخترع واكتشف ما جعل أمسه لا يعاش فى يومه، ويومه لا يعاش فى غده، فإذن نحن فى تغير مستمر، واكتشفوا الموجات والأشعة غير المرئية فاخترعوا التليفون، فالأمور بدأت تتغير من الرادار والطائرات والسيارة والتليغراف، والتصوير، بدأت هنا ثورة فى هذا المجال فأصبح هناك وضع وواقع مختلف".
وأوضح: "الشخص اللى كان عايش سنة 1800 لما كان بيحب يروح بلاد الحجاز كان بيروح بالطريقة اللى بيروح بها عمر بن الخطاب، لكن بعد كده بقى فى السيارة والقطار والطائرة، اخترعنا واكتشفنا ما غير به البرنامج اليومي، وده له أثر كبير فى تطبيق الدين، فى عهد الخديو إسماعيل لما افتتح الأوبرا، والناس راحت تسهر ومعاهم الخدم فبدل ما كانوا بيناموا بعد صلاة العشاء، بقوا يناموا الساعة 2 و3، فكانت بتضيع عليهم صلاة الفجر، فتغير البرنامج اليومى".
وأشار إلى أن كان زمان يعيش الناس على الساعة الشمسية أو الساعة الغروبية، مضوحا: "أول ما الشمس تغيب نضبط ساعتنا على 12، ونقول الساعة الأولى من الليل وهكذا، حضرتك اتغير كل أمر، وهم فى أوربا لاحظوا هذا التغير فسلخوا من الفلسفة ما سمى بالعلوم الاجتماعية والإنسانية، لدراسة الواقع الجديد، فنشأ علم النفس والاجتماع وغيرها.. ومن 1930 لم نخترع شيئا بل طورنا ما اخترعناه، الطائرات اختلفت والتليفونات تطورت، الاختراع الجديد الوحيد اللى هو الفيمتو ثانية الخاص بالدكتور أحمد زويل، فإذن السوشيال ميديا، هى قطرة من أداة كبيرة من التكنولوجيا تؤثر فى تغيير نظام الحياة وهذا يؤثر فى تطبيق الدين".