استعرض الكاتب الصحفي عادل حمودة، قصة المرتزقة عبر التاريخ، قائلًا إن جيوش المرتزقة قصة ممتدة إلى زمن بعيد، فقد حارب البرابرة من أجل الإمبراطورية الرومانية، وفي العصور الوسطى ظهرت جيوش كوند ويترو الإيطالية، وفي الحرب الروسية الأوكرانية توسع دور المقاولين العسكريين، وأصبحوا يعرفون اليوم باسم الشركات العسكرية الخاصة.
وأضاف عادل حمودة، خلال برنامجه "واجهة الحقيقة"، المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هؤلاء المرتزقة منتشرون في كل مكان، رغم أن قوانين الحرب لا تحميهم، لأنهم في نظر القانون الدولي جنود غير شرعيين، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن هناك طلب متزايد على خدمات هذه الشركات، علاوة على أنهم يكسبون الكثير من العسكريين القدامى للخدمة في صفوفهم.
وأوضح الكاتب الصحفي عادل حمودة، أن الشركات العسكرية والأمنية الخاصة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحرب الحديثة، إذ تنشأ هذه الشركات مثلما تنشأ الشركات العادية، وتهدف بالطبع إلى تحقيق أرباح طائلة من وراء تقديم الخدمات الأمنية والعسكرية.
وكشف حمودة عن بداية ذلك النوع من الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة في أمريكا على يد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في عهد جورج بوش الإبن، موضحًا أنه حسب نعومي كلاين في كتابها "عقيدة الصدمة"، فقد تغلغلت تعاقدات تلك الشركات الخاصة في أمريكا عندما وصلت تعاقدات البنتاجون مع الشركات الخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر إلى 270 مليار دولار، بارتفاع قدره 137 مليار دولار، وارتفعت تعاقدات الاستخبارات الأمريكية مع الشركات الخاصة إلى 42 مليار دولار، أي أكثر من الضعف، وارتفع عدد الشركات العسكرية الخاصة إلى 543 شركة بعد كانوا شركتين فقط قبل هجمات سبتمبر.