قال الدكتور مفيد شهاب وزير المجالس النيابية الأسبق، إنه منذ عام 1973 بعد النصر العسكرى العظيم الذى حققته القوات المسلحة، ومرورا بمفاوضات السلام والجهد السياسى الذى بذل لإقرار حق مصر فى استرداد جميع أراضيها وكذا كافة الدول العربية، وانتهاء بمعركة تحرير آخر بقعة عن طريق التحكيم الدولى وإعمال قواعد القانون الدولى وهى أرض طابا فى سنة 1988، هذه المسيرة أكدت فشل نظرية الأمن الإسرائيلى.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحويزى فى برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل كانت تزعم بعد أن حققت نصرا مفاجئا سريعا عام 1967، فى الحقيقة القوات المصرية لم تحارب وإنما أخذت على غرة، وحدثت للأسف نكسة وهزيمة للقوات المصرية.
وأكد أن هذا لم يؤثر إطلاقا على معنويات القوات المسلحة ولا على معنويات الرأى العام المصرى ولا على ثقة زعيم الأمة الراحل جمال عبدالناصر، بأنه رغم ما حدث فى 5 يونيو 67 إنما من واجبنا من حقنا وفى مقدرتنا أن نستعيد الأرض وأن نلقن إسرائيل درسا، وأن نثبت لها أن نظرية الأمن الإسرائيلى هى نظرية خادعة.
وذكر أن إسرائيل رغم فوزها فى 5 يونيو بنت جدارا عازلا هو خط بارليف، على مانع مائى كبير وهو قناة السويس، وأمام هذين العائقين الكبيرين قالوا باستحالة أن تعبر القوات المصرية أو غيرها إلى سيناء، إنما القوات المصرية بتصميمها وإرادتها واعتمادها على أبناء الشعب المصرى، وبعد ما تم إعادة تسليح القوات المسلحة من جديد، من الصفر، إلى أن أصبحت فى مركز القوة، استطاعت مصر خلال ست سنوات من 67 حتى 73 أن تقوم ببعض العمليات التى تؤرق إسرائيل، خلال ما نسميه بحرب الاستنزاف. وهى بعض العمليات الناجحة التى قامت بها القوات المصرية مثل عملية ميناء إيلات وضرب السفينة إيلات البحرية بعد أشهر قليلة من الهزيمة وغيرها من العمليات.
وأوضح أن حرب الاستنزاف هى نقطة البداية فى إعلان تصميم القوات المسلحة المصرية على أن تحول هزيمة 67 إلى نصر عسكرى قوى، وبالفعل كانت نصر أكتوبر فى عام 73، الذى أثبتت فيه القوات المصرية أن كل ما كانت تعتقد اسرائيل أنه لا يمكن أن يهزم، وبالذات المرور وعبور قناة السويس، تم بأساليب علمية حددها المهندسون المصريون وبخراطيم المياه التى من خلالها تم فتح منافذ فى الجدار العازل الذى أعلنت إسرائيل مرارا أنه - أى خط بارليف - لا يعبر ولا أن تكون فيه ثغرات، لأنه بالفعل من أقوى الخطوط التى صنعت منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفت إلى أن القوات المسلحة المصرية بعبورها للقناة وبتحطمها خط بارليف أثبتت خطأ نظرية الأمن الإسرائيلى، وأنها كانت تعتمد اعتمادا خاطئا على اعتبارات نجحت القوات المصرية فى أن تحطمها. وأثبتت أن إرادة التحرير والاستعداد للتحرير والتسليح الجديد كل هذا أقوى بكثير من أى نظريات.
وأوضح أن نصر أكتوبر العسكرى هو الأساس لما تحقق فى ما بعد، وجعل إسرائيل تقبل بل تسعى إلى الدخول فى تفاوض، لأنها آمنت بأن الشعب المصرى لن يقبل أن تبقى أرضه محتلة. ومن ثم بدأت عملية تفاوض طويلة فى كامب ديفيد انتهت بتوقيع اتفاقية السلام، أقرت فيها مصر على تأكيد مبدأ تحرير كافة الأراضى التى احتلت بعد 4 يونيو، ورفض أن تبقى أى مستوطنات إسرائيلية فيها، فكانت اتفاقية السلام معركة سياسية أكدت حق مصر فى استرداد كافة أراضيها.
وأكمل أنه لما بدأت عمليات تنفيذ هذا التحرير للأراضى على 3 دفعات من 79 إلى 82 وماطلت إسرائيل فى الانسحاب من بعض المواقع الاستراتيجية، على سبيل المثال طابا كموقع سياحى استراتيجى مهم على الحدود المصرية، عند العلامة 91 أو منطقة تعلوها تسمى منطقة رأس النقب، فيها مطار عسكرى مهم، وعليها علامات حدود 85 و86 و87 و88، وعندما حاولت إسرائيل أن تحتفظ ببعض المواقع رفصت مصر بشدة، وصممت على ألا تضحى بشبر واحد من أرضها، وأجبرت إسرائيل على الدخول فى تحكيم دولى فى محكمة العدل الدولية، واستعدت مصر استعدادا علميا قويا عن طريق خبراء، حتى أعلن التحكيم أن طابا مصرية وأجبرت إسرائيل على الانسحاب.