قال الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة الخبير في الشؤون العربية، إن التوجيه الاستراتيجي الذي كلف الرئيس محمد أنور السادات الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل بصياغته في حرب أكتوبر، كان الباعث الرئيسي عليه هو كسر نظرية الأمن الإسرائيلي، وتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة وإقناعه أن الحرب ليست السبيل لتحقيق الأهداف السياسية.
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة القاهرة الإخبارية، أن نقطة الانطلاق هذه مهمة جدا لفهم أهداف مصر من حرب 1973 التي عكسها هذا التوجيه الاستراتيجي التاريخي الموجود في كل أدبيات العسكرية المصرية، ويوضح نظرية مصر في التعامل مع قضية الحرب والسلام.
ولفت إلى أن مصر عقيدتها الأساسية هي السلام، ولا تلجأ للحرب إلى دفاعا عن أراضيها أو لاستعادة أراضيها التي سرقت في غفلة من الزمن، وفي 1973 لم يكن الانتصار عسكريا فقط، بل كان عسكريا وسياسيا وإعلاميا، وقال الرئيس الراحل السادات في خطاب النصر أن مصر عبرت من الهزيمة إلى النصر، إلى مرحلة جديدة من تاريخها أثبتت فيها قدرات المجند المصري والضابط المصري أدارها السادات وقيادات الجيش باقتدار، وأديرت مقدرات الدولة المصرية بمنهج دقيق لتنتقل من الهزيمة للنصر وتخرج بدرس مهم من الهزيمة، وتعيد ترتيب كل أولوياتها، وجعلها تنجح ليس فقط في كسر نظرية الأمن الإسرائيلي بل تضع نظريات جديدة في العسكرية والسياسة المصرية.
وأشار إلى أن تجربة الرئيس السادات العبقرية تستحق الإشادة ويذكر بالخير في كل أيام مصر، حتى أنه اختار يوم 5 يونيو لإعادة افتتاح قناة السويس للملاحة الدولية، ليثبت للعالم أن تاريخ 5 يونيو أصبح تاريخ النصر الجديد لمصر وليس تاريخ الهزيمة، تجسيدا لكل بطولات القوات المسلحة.
وأكد أنه من المهم جدا تأصيل كل الأفكار للأفكار القادمة عبر أكل أجهزة الإعلام المختلفة، وعد تركها لآلات إعلامية أخرى تحاول أن تصدر للشباب المصري عكس ذلك أو تحاول أن تزيل انتصارات مهمة من تاريخنا.