قال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب الأسبق، إن وزير ثقافة الإخوان علاء عبدالعزيز استهدف مكتبة الأسرة لأنها ضدهم.
وأضاف خلال لقائه الخاص، ببرنامج "الشاهد"، مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، والمُذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، مساء اليوم السبت،:" طلب علاء عبدالعزيز وزير ثقافة الإخوان، بتحويل مكتبة الأسرة لمكتبة الثورة، لأنها كانت تطبع كتب بسلاسة وتنشر كتب عن الهوية المصرية الوطنية، وأصدرت تصريح أن هناك قامات وأشخاص في مكتبة الأسرة ولا يستطيع أحد التدخل في عملها، وفي ثاني يوم عقدت اجتماع لمكتبة الأسرة، وصدر بيان دقيق عن سلسلة اصدارات مكتبة الأسرة، وهناك إصدارين بالفعل عن إصدارات الثورة وليس هناك داعي لهذا التحويل.
وتابع:"في ثاني يوم لهذا الاجتماع وجدت إقالتي من منصبي تنتظرني علي مكتبي، ولم أكن مستغرب وكنت متوقع هذا، ولم نكن علي خط واحد مع هذه الجماعة الإرهابية، وتوقعت اقالتي من علاء عبدالعزيز وزير ثقافة الإخوان بعد اجتماع مكتبة الأسرة.
وأكد أن الأخوان حاولوا اختراق هيئة الكتاب، ومارسوا نوعاً من "المكايدة"، متابعاً:"كان هناك اختراق ولكن لم يقدروا، وكانوا يحاولون أن يخترقوا، ولكن لجان القراءة ترفض النشر، وكان هناك كيد متبادل، مثل منح كتاب ثروت الخرباوي جائزة معرض الكتاب في عام حكم الإخوان 2013، وكان عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين، وأحد أكبر قيادات الإخوان في محافظة الشرقية،وكان المسئول عن تدريب محمد مرسي قبل ذلك في محافظته، وكان هو من يسلم الجائزة لثروت الخرباوي، الذي يهاجم الجماعة.
وقال رئيس الهيئة العامة للكتاب الأسبق، إن اعتصام المثقفين في وزارة الثقافة كان معركة صفرية، ولم يكن لديهم ما يخسروه سوى حريتهم، مردفا: "لكن لما نقارن موقفنا بموقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، السيسي شخصيًا حمل رقبته على كفه، من أجل الوطن".
وأضاف : "كانت بالنسبة للرئيس السيسي معادلة صفرية بجد، نحن كمثقفين كبيرنا هنتحبس ونضرب، لكن بالنسبة لعبد الفتاح السيسي، معادلة صفرية، وكان ذلك الانحياز أول صك ثقة قوي بين الرئيس السيسي وبين الشعب المصري".
وكشف مجاهد، أن شاعر العامية الراحل أحمد فؤاد نجم قبل وفاته بشهر كان عنده في الهيئة، وكان ذلك قبل الانتخابات الرئاسية في 2014، مردفا: "دخل حد قاله هتنتخب السيسي؟ قال له انتخب السيسي ولو معملش حاجة ولا هيعمل حاجة غير إنه مشى الإخوان تفضل جزمته على راسي".
وعقب: "ذكرت أحمد فؤاد نجم لأنه نموذج من أقصى اليسار، لمن يسأل هتنتخب مين، كنا هنروح ومش هنرجع، نحن الآن لدينا وطن يمكن أن نختلف من أجله، لو استمر ذلك الوضع لن يكون لدينا وطن".
وكشف أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية للكتاب الأسبق، حقيقة طباعته 47 كتاب للإخوان وقت حكمهم، مؤكدًا أن هذا الأمر لم يحدث إطلاقًا وأن هذا الكلام يدخله السجن.
وقال إن شعبان يوسف، أحضر له رواية من روايات سيد قطب، وتحمل اسم "أشواك"، وكان سيد قطب وعائلته قد طلبوا عدم نشرها، مشيرًا إلى أنها رواية عاطفية وبها مشاهد إباحية.
وأضاف، أن شعبان يوسف، طلب نشر الرواية وذلك حتى يوضح للناس أن هذا الرجل يوجد تحولات في حيته قبل الدين، وقال إنه سيقدم دراسة للرواية يقول فيها ذلك.
وتابع: "قلت له القانون معك لأن قانون الكتب يقول إن (الكتاب الذي لا ينشر لمدة 3 سنوات من حق الناشر نشره حتى لا يتم مصادرة فكره ويتم تعويض عائلته)، مؤكدًا أن الإخوان رفعوا عليه دعوى قضائية لأنه ليس من حقه نشر الرواية لأنها تشوه صورة الزعيم، كما تم انتقاده من غير الإخوان وقالوا إنه ينشر لسيد قطب.
وأكد الدكتور أحمد مجاهد، أن المثقفين اتحدوا سويًا في ثورة 30 يونيو، على اختلاف مشاربهم، لأنه في لحظات حدية في تاريخ الوطن يفقد كل إنسان هويته الشخصية وأطماعه ومطامعه، وصراعاته الشخصية من أجل الوطن.
وأضاف : "داخل اعتصام وزارة الثقافة كان هناك مثقفين لا يقبلون بعضهم، ومختلفين أيدلوجيًا، بعد 30 يونيو عادوا لخلافاتهم مرة أخرى، وعادوا للتشرذم والفردية.. لم نستطع أن نحافظ كثيرًا على زخم 30 يونيو".
وأشار إلى أن طبيعة المثقف الميل للتغيير والاختلاف، ويحدث هذا بشكل سلمي، لا يكون المثقف منسحب ولا شتام بدون تقديم طرق بديلة.
وعن معنى المثقف، قال مجاهد "هو الذي لا يوافق على أي شيء قبل أن يفكر ويقتنع به، لكن هذا لا يعني ألا يقتنع بكل شئ، المثقف ليس سياسي ولا إداري، وإنما شخص لديه طاقة يمكن الاستفادة منها، ولديه رؤية وفلسفات، يستخلص منها السياسي والإداري ما يفيد البلد، وإذا لم نستفد من المثقف، ونستمع لآرائه، بغض النظر عن قابليتها للتحول لخطوات إيجابية أم لا، يسبب ذلك مشكلة للمثقف، ويشعر أنه خصم، لذا لابد من الاستماع للمثقفين في مجالاتهم، وسنصل لنتائج".
وكشف أحمد مجاهد، إن معرض الكتاب عندما توقف في عام 2011، ابتكر فكرة معرض فيصل الرمضاني للكتاب، وإنه خلال مروره بالمعرض وجد إحدى دور العرض الإخوانية، وطلبوا منه رؤية كتاب لأستاذ كبير في الأزهر، وأطلع على الكتاب ووجده جيدًا.
وأضاف، أنه تصل بالدكتور، وأخبره ان شغله في الكتب عظيم جدًا، وقال له "ألا يوجد شيء أبسط وننشره للناس في دار النشر الحكومية"، مؤكدًا أنه رحب بالفكرة وكان هو الدكتور سعد الدين الهلالي، والمعروف بموقفه من الإخوان، وأنه قام بطباعة 3 كتب مع دار النشر الحكومية لأنها توزع أكثر وتبيع أرخص، وكان هذا فوزًا عظيمًا وشرف أنه وافق على هذا التعاون.