قال الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري رئيس تحرير مجلة روزاليوسف، إنه من الضروري أن يتنبه المجتمع الدولي للمخاطر والضغوط التي يتعرض لها دول جوار السودان، لا نتحدث هنا فقط عن الضغوط التي يشكلها نزوح عدد من أهلنا في السودان، والتي لا بد للمجتمع الدولي أن يتكاتف لتخفيف الضغط عن دول الجوار، ويتحمل القدر البسيط من مسؤولياته في هذا الأمر.
وأضاف خلال مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، بشأن استضافة مصر مؤتمر قمة دول جوار السودان، أن هناك تحديات أخرى تتعلق بأمور أمنية واستراتيجية، لا أحد في الإقليم كله يتحمل سيولة الوضع في السودان، الأمر بالغ الخطورة، وبالتالي مصر تتحرك بهدف وقف النزاع وضمان وصول المساعدات الإنسانية، فالسودان كان يريد أن يتعافى من فترات طويلة لم يعرف فيها جودة الحياة التي تليق به، وبالتالي أن ينحدر بفعل هذا الصراع فهذا أمر لا تقبله مصر ولا دول الجوار ولا الإنسانية.
وأكد أن مثل هذا التجمع في القاهرة يعطي إشارات واضحة، أولها مدى اهتمام القيادة السياسية المصرية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذا الملف، وانعكس في شكل تسهيلات كبيرة قدمتها مصر، سواء في عمليات إجلاء الرعاية ومساعدة الدول الشقيقة في إجلاء رعاياها بسهولة، وانسيابية الأمر في معبر أرقين الحدودي، وحضور مصر بالمعدات والتجهيزات لدعم الأشقاء في السودان، وحضور أهلنا في السودان في مختلف ربوع مصر وهم محل ترحيب من أهلهم هنا في مصر.
وشدد أيضًا أنه على المجتمع الدولي أن يتحمل تبعات هذا الأمر، ولا أتحدث هنا عن مصر فقط، فجنوب السودان وتشاد لديهما نفس الأمر.
وتابع أنه منذ تولي الرئيس السيسي المسؤولية، اختلف التعامل في إفريقيا عن عقود مضت، واستعادت مصر دورها الريادي في القارة، وقدمت النموذج التنموي الملهم في القارة بشهادة الكثير من الأشقاء، وكان السيسي أول رئيس مصري يزور بعض الدول الإفريقية، وهو الأوحد الذي زار الأقاليم الخمسة للقارة، كما صاغت مصر العديد من الاستراتيجيات الخاصة بحفظ السلم والأمن في إفريقيا، وتنامي العلاقات مع دول حوض النيل، واستعادة وهج تجمع الساحل والصحراء، الذي عاد منذ انعقاد قمته في شرم الشيخ، والمبادرات التنموية، وحضور مصر في أزمة كورونا، وحديث مصر باسم إفريقيا في المحافل الدولية، والظلم الذي تتعرض له القارة جراء أزمة المناخ، وبالتالي الحضور المصري في إفريقيا لا يختلف أيضا عن هذا السياق، وإن كان للوضع في السودان أولوية قصوى بالنسبة لمصر.